ويسفل أخرى ، في قمره شمس تضيء لا ينبغى أن يطّلع إليها الّا الله الواحد الفرد. فمن تطلّع إليها فقد ضادّ الله في عزّه ونازعه في سلطانه وكشف عن سرّه وسرّه وباء بغضب من الله ، ومأواه جهنّم وبئس المصير» ، (التوحيد ، ص ٣٨٣).
قوله : «إلّا الواحد الفرد» ، يعنى عليهالسلام به من كان ممّن قد خصّه الله عزوجل بعميم طوله ، وحفّه بعظيم فضله من العلماء الراسخين والحكماء الشامخين ، فإنّه يحقّ له أن يتطلع إليها ويتنطّح في سبيل الاستكشاط عن سرّها ، فيتعرّف بالبرهان أنّه ليس يمكن أن ينال كنه حقيقتها إلّا البصير بجملة نظام الوجود والمحيط بأسباب كلّ موجود ، كما قال عليهالسلام ، لأنّهم لا ينالونه بحقيقة الربانيّة. قلت : وأرجو من الله جلّ سلطانه أن يكون مصنّف هذا الكتاب ، وهو أضعف خلق الله وأفقرهم إليه بفيض فضله العظيم سبحانه من ذلك الواحد الفرد المحتفّ بالنور والأيد.
(٦٠) من طريق رئيس المحدّثين الكلينى رضى الله عنه في جامعه «الكافى» صحيحة عبد الله بن مسكان ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن إسماعيل السراج ، عن ابن مسكان ، عن ثابت بن سعيد ، قال : «قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا ثابت ، ما لكم وللناس ، كفّوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم. فو الله ، لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلاله ، ما استطاعوا أن يهدوه. ولو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أنّ يضلّوا عبدا يريد الله أن يهديه ما استطاعوا أن يضلّوه. كفّوا عن الناس ، ولا يقول أحد : عمّى وأخى وابن عمّى وجارى. فإنّ الله إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه ، فلا يسمع معروفا إلّا عرفه ، ولا منكرا إلّا أنكره ، ثمّ يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره» ، (الكافى ، ج ١ ، ص ١٦٥).
(٦١) ومن طريق «الكافى» (ص ١٦٧) ، في الصحيح أبو على الأشعريّ ، وهو أحمد بن إدريس القمىّ عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن مروان، عن فضيل بن يسار ، قال : «قلت لأبى عبد الله عليهالسلام : ندعو الناس إلى هذا الأمر؟ قال : لا ، يا فضيل ، إنّ الله إذا أراد بعبد خيرا ، أمر ملكا ، فأخذه بعنقه ، فأدخله في هذا الأمر طائعا أو كارها». يعنى عليهالسلام إنّ الله عزوجل يهديه لإرادة