الدخول في هذا الأمر ، ويهيّئ له أسباب التبصّر والهدى ، لا أنّه سبحانه يجبره على ذلك يضطرّه إليه من غير إرادته واختياره.
(٦٢) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ١٥٨) ، في الصحيح ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر ، عن صفوان الجمّال ، قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً) (الكهف ، ٨٢) ، فقال : أمّا إنّه ما كان ذهبا ولا فضّة وإنّما كان أربع كلمات : لا إله إلّا أنا. من أيقن بالموت لم يضحك سنّه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلّا الله».
(٦٣) ومن طريقه عن الحسن بن على الوشّاء ، عن المثنّى بن الوليد ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : «ليس شيء إلّا وله حدّ. قال : قلت : جعلت فداك : فما حدّ التوكّل؟ قال : اليقين. قلت : فما حدّ اليقين؟ قال : أن لا تخاف مع الله شيئا».
(٦٤) ومن طريق عروة الإسلام في مسنده الجامع في «التوحيد» صحيحة أبان بن عثمان الأحمر ، عدّة من اصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن على بن الحكم ، عن أبان الأحمر ، عن حمزة بن الطيّار ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : «قال لى : اكتب ، فأملى على : إنّ من قولنا : إنّ الله يحتجّ على العباد بما آتاهم وعرّفهم ، ثمّ أرسل إليهم رسولا وأنزل عليهم الكتاب ، فأمر فيه ونهى ، أمر فيه بالصلاة والصوم. فنام رسول الله ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، عن الصلاة فقال : أنا أنيمك وأنا أوقظك. فإذا قمت فصلّ ، ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون ، ليس كما يقولون إذا نام عنها هلك. وكذلك الصيام : أنا أمرّضك وأنا أصحّحك ، فإذا شفيتك فاقضه. ثمّ قال أبو عبد الله ، عليهالسلام : وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق ، ولم تجد أحدا إلّا ولله عليه الحجّة ، وله فيه المشيّة ، ولا أقول : إنّهم ما شاءوا صنعوا. ثمّ قال : إنّ الله يهدى ويضلّ ، وقال : وما أمروا إلّا بدون سعتهم ، وكلّ شيء أمر الناس به فهم يسعون له ، وكلّ شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم. ولكنّ أكثر الناس لا خير فيهم. ثمّ تلى عليهالسلام : «ليس على الضّعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج» فوضع عنهم : «ما على المحسنين من سبيل ،