بإسناده عن أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروى ، في ما سأل المأمون أبا الحسن الرضاعليهالسلام. ثمّ قال له : «يا بن رسول الله ، فما معنى قول الله : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس ، ٩٩). (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) (يونس ، ١٠٠). فقال الرضا عليهالسلام : حدّثني أبى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن على ، عن أبيه على بن الحسين بن على ، عن أبيه الحسين بن على ، عن أبيه على بن أبى طالب ، عليه وعليهمالسلام قال : إنّ المسلمين قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله : لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدوّنا. فقال رسول الله ، صلىاللهعليهوآله : ما كنت لألقى الله عزوجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئا. وما أنا من المتكلفين. فأنزل الله تعالى عليه : يا محمّد ، (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) (يونس ، ٩٩) ، على سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا ، كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس وفي الآخرة. ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقّوا منّى ثوابا ولا مدحا ، لكنّى أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين ، ليستحقّوا منّى الزلفى والكرامة ودوام الخلود في الجنة. (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس ، ٩٩)».
(٨١) ومن طريق كتاب «التوحيد» (ص ٣٦١) ، و «عيون أخبار الرضا» (ج ١ ، ص ١٤٤) ، في الصحيح : حدّثنا أبى ، قال حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقى ، عن أبيه ، عن سليمان بن جعفر الجعفرى ، عن أبى الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : «ذكر عنده الجبر والتفويض. فقال : ألا اعطيكم في هذا اصلا لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلّا كسرتموه؟ قلت : إنّ رأيت ذلك. فقال : إنّ الله تعالى لم يطع بإكراه ولم يعص بغلبة ، ولم يمهل العباد في ملكه ، هو المالك لما ملّكهم والقادر على ما أقدرهم عليه. فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادّا ولا منها مانعا ، وإن ائتمروا بمعصيته فشاء يحول بينهم وبين ذلك فعل. وإن لم يحل وفعلوا فليس هو الذي أدخلهم فيه. ثمّ قال عليهالسلام : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه».
(٨٢) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ٤٦٧) ، في الحسن بل في الصحيح. عدّة من