الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يردّه كراهية كاره ؛ ولو أنّ أحدكم فرّ من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت. ثمّ قال : إنّ الله بعدله وقسطه جعل الرّوح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط».
قلت : الأمر بحسب ذلك في الرزق الجسمانيّ الجسدانىّ المعروف لدى العوامّ والجماهير ، والرزق العقلانىّ الروحانىّ المعبّر عنه في التنزيل الكريم بقوله عزّ من قائل : (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) (طه ، ١٣١) ، على نمط واحد ونسبة واحدة. إلّا أنّ الاهتمام بالرزق الجسمانيّ وصرف العمر وبذل المجهود في سبيل تحصيله وطريق توسيعه أمر خسيس دريس ، مزهّد فيه ، موضوع ، تجشّمه وتكلّفه عن العباد. وأمّا الرزق العقلانىّ فخطب كبير محثوث عليه ، مرغّب فيه ، مفروض على ذمّة العقل ، ووقف شراشر الهمّة وأوراق المنّة على السعى إليه والإكثار من قنيته.
(٧٧) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ٥٧) ، في الصحيح على تعليق الإسناد ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إنّ العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين».
(٧٨) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ١٥٤) ، في الصحيح ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبى حمزة ، عن سعيد بن قيس الهمدانيّ. قال : «نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان ، فحرّكت فرسى ، فإذا هو أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقلت : يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع؟ فقال : نعم ، يا سعيد بن قيس ، إنّه ليس من عبد إلّا وله من الله عزوجل حافظ وواقية ، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر. فإذا نزل القضاء خليّا بينه وبين كلّ شيء».
(٧٩) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ١٥٩) ، على بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عمّن ذكره. قال : «قيل للرضا عليهالسلام : إنّك تتكلم بهذا الكلام والسّيف يقطر دما؟ فقال : إنّ لله واديا من ذهب ، حماه بأضعف خلقه ، النمل. فلو رامه البخاتيّ لم تصل إليه».
(٨٠) ومن طريق «عيون أخبار الرضا» (ج ١ ، ص ١٣٥) ، في حديث طويل،