وأمّا ما أورده ، جلّ سلطانه ، من التمثيل ما سبيله وكيف مسلكه؟ ففى «الكشّاف» يجعل صدره ضيّقا حرجا ، يمنعه ألطافه حتّى يقسو قلبه فينبو عن قبول الحق وينسدّ ، فلا يدخله الإيمان. وقرئ ضيقا بالتخفيف والتشديد. وحرجا بالكسر ، وحرجا بالفتح وصفا بالمصدر. كأنّما يصعّد في السماء كأنّما يزاول أمرا غير ممكن. لأنّ صعود السماء مثل في ما يمتنع ويبعد من الاستطاعة وتضيق عنه المقدرة. وفي تفسير البيضاويّ : وقيل : معناه كأنّما يتصاعد إلى السماء نبوا عن الحقّ وتباعدا في الهرب منه.
قلت : ولعلّ مغزاه ، كم قد نبّه عليه قول العالم عليهالسلام ، إنّه من ضيق صدره وجاش روعه واضطراب قلبه من فزع هجوم الشكّ ووجيب فقدان اليقين كمن يصعّد في السماء من ارتعاد فرائضه وخفقان فؤاده من مخافة التّسقّط وخشية السقوط.
(٧٤) ومن طريق «عيون أخبار الرضا» : (ص ١٤١) ، حدّثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقىّ. قال : حدّثني محمّد بن يحيى الصولىّ ، قال : حدّثنا أبو ذكوان. قال : «سمعت إبراهيم بن العباس ، يقول : سمعت الرضا عليهالسلام ، وقد سأله رجل : أيكلّف الله العباد ما لا يطيقون؟ فقال : هو أعدل من ذلك. قال : أفيقدرون على كلّ ما أرادوه؟ قال : هم أعجز من ذلك».
(٧٥) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ٥٨) ، في الصحيح على بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبى عمير ، عن زيد الشحّام ، عن أبى عبد الله عليهالسلام : «إنّ أمير المؤمنينعليهالسلام جلس إلى حائط مائل يقضى بين الناس ، فقال بعضهم : لا تقعد تحت هذا الحائد ، فإنّه معور. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : حرس امرئ أجله. فلمّا قام سقط الحائط. قال : وكان أمير المؤمنين عليهالسلام ممّا يفعل هذا وأشباهه». وهذا اليقين. ورواه الصدوق أيضا.
(٧٦) ومن طريق «الكافى» (ج ٢ ، ص ٥٧) ، في الصحيح العالى الإسناد ، الحسين بن محمّد ، عن معلّى ، عن الحسن بن على الوشّاء ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبى عبد الله عليهالسلام ، ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن أبي ولّاد الحنّاط. وعبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليهالسلام ، قال : «من صحّة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله. فإنّ