هو للعدل مزاج ، وللدهر ابتهاج ، وبعهده بين الأضداد تمزيج ، لا الإمكان لنظيره في السّلطنة على احتذاء ، ولا الملك عنه بغيره إلى الخلافة في اجتزاء ، حارس بيضة الملك والدّين ، حامى حوزة الحقّ واليقين ، مشبع جياع السّيوف والسّهام من مهج الأعادى ، مطعم طمّاح الأمل بالإنعام من نوال الأيادى ، جماهير الخلق من حزمه وحمايته في مهد الأمن والأمان وكنف العدل والإحسان ، الحائز السّعادتين الدّينيّة والدّنيويّة ، الجامع السّيادتين النّسبية والسّببيّة ، [١١ ظ] سلطان سلاطين الآفاق ، كجدّه وأبيه ، خاقان الخواقين على الإطلاق ، كعمّه وأخيه ، المؤيّد من السّماء على سهم قويّ ، المظفّر على الأعداء بتأييد سماويّ ، أبى المظفر ، السلطان ، شاه عبّاس ، بهادر خان ، الصّفويّ الموسويّ الحسينىّ ، لا زال أطناب الخلود مربوطة منوطة بأوتاد ملكه ، وأعناق الجنود خاشعة خاضعة لأطواق حكمه ، ولا برح مذهب العترة الطاهرة من الدّين المبين مكنوفا بحمى حمايته ، والطّائفة الفائزة الإماميّة [١١ ب] من أهل اليقين محفوفة بالرّفاهية بمحروسة عنايته ، ملحوظة على الكلاءة بعين حراسته :
من قال آمين أبقى الله مهجته |
|
فإنّ هذا دعاء يشمل البشرا |
فإن بلغ بتلك الحضرة نصاب |
|
القبول فهو منتهى مآرب المأمول. |
نقص در باشد ار بها كنمش |
|
هم به انصاف شه رها كنمش |
والله أسأل أن يعصمنى من سقطات الفكر وهفوات الوهم ، ويرشدنى طريقا إلى رفض البدن ولذّاته ، لذّات الزّور ، ونفض الحواسّ وآلاتها ، آلات القبور ، ويهب لقلبى راحلة من صحيح النّظر ، فيسهل بها [١٢ ظ] مسيرى ما بين تهامة العلم وفلسطين الحكمة ؛ ولخلدى جناحا من العقل ووشاحا من النّور ، للطيران الرّوعىّ واللمعان السّطوعىّ ، فيتيسّر لى أن أطير إلى فضاء عالم القدس وجوار صقع الرّبوبيّة ، وأن يجعل مبلغى من العلم الكمال ، ونصابى من العمل الإخلاص ، وقسطى من الحكمة الفلاح ، وسهمى من السّعادة عظماها ، ونصيبى من البهجة قصواها ، وجهتى من العقل الانجذاب إلى سعة علله ووميض جنابه ، وخاتمة [١٢ ب] أمرى المصير إلى الإعراض بجمّة الهمّة عن صوب الخلق ، والإقبال بكليّة القلب على وجهة الحقّ ، إنّه لا يجبه بالرّدّ السّائلين ، ولا يقطع بالخيبة أمل الآملين.