قدرا لازما؟ إنّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهى والزجر من الله ، وسقط معنى الوعد والوعيد. فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ، ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن ، ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب ، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدريّة هذه الأمّة ومجوسها. إنّ الله تبارك وتعالى كلّف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ، ولم يملّك مفوّضا ، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ، ولم يبعث النبيّين مبشّرين ومنذرين عبثا. ذلك ظنّ الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار. فأنشأ الشيخ يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته |
|
يوم النجاة من الرّحمن غفرانا |
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا |
|
جزاك ربّك بالإحسان إحسانا |
ولهذا الحديث في المستفيض طريق مسند عن الأصبغ بن نباتة. وفيه يسير من الزيادة والنقصان.
(١٨) ومن طريق الصدوق مسندا مسلسلا بالتحديث عن أبى حازم ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لا يؤمن أحدكم حتّى يؤمن بالقدر خيره وشرّه وحلوه ومرّه» ، (التوحيد ، ص ٣٨٠).
(١٩) وممّا قد صحّ عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه خطب الناس على منبر الكوفة فقال : «ليس منّا من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه (من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد كفر» ، (بحار الأنوار ، ج ١٠ ، ص ١٣٧).
(٢٠) ومن طريق الصدوق عن الحسن بن الحسين اللؤلؤى ، عن ابن سنان ، عن مهزّم قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «أخبرنى عمّا اختلف فيه من خلّفت من موالينا. قال: قلت في الجبر والتفويض؟ قال : فسلنى. قلت : أجبر الله العباد على المعاصى؟ قال : الله أقهر لهم من ذاك. قال : قلت : ففوّض إليهم؟ قال : الله أقدر عليهم من ذاك. قال : قلت: فأيّ شيء هذا. أصلحك الله؟ قال : فقلّب يده مرّتين أو ثلاثا. ثمّ قال : لو أجبتك فيه لكفرت» ، (التوحيد ص ٣٦٣).
(٢١) ومن طريق الصدوق من طريق ابن بطّة في العالى الإسناد عن الحسين بن