السلام ، أسأله عن أفعال العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة؟ فكتب عليهالسلام : أفعال العباد مقدّرة في علم الله قبل خلق العباد بألفي عام».
(٢٩) ومن طريق جامع الصدوق في «التوحيد» ، (ص ٣٦٦) ، مسندا عن سيف بن عيينة ، عن الزهريّ ، وهو محمّد بن مسلم بن شهاب التابعىّ المدنىّ ، قال : قال رجل لعلىّ بن الحسين عليهماالسلام ، «جعلنى الله فداك ، أبقدر الله يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ فقال فقال : إنّ القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد. فالروح بغير جسد لا تحسّ ، والجسد بغير روح لا حراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا. كذلك العمل والقدر. فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق وكان القدر شيئا لا يحسّ ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض ولم يتمّ ، ولكنّهما باجتماعهما قويا. ولله فيه العون لعباده الصالحين. ثم قال عليهالسلام : ألا إنّ من أجور الناس من رأى جوره عدلا وعدل المهتدى جورا. ألا إنّ للعبد أربعة أعين : عينان ليبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بها أمر دنياه. فإذا أراد الله عزوجل بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب. وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه. ثمّ التفت إلى السائل عن القدر فقال : هذا منه وهذا منه».
(٣٠) ومن طريق الصدوق في جامعة المسند في «التوحيد» ، (ص ٣٥٢) ، حدّثنا أبى ، رضى الله عنه ، قال : حدّثنا أبو الخير صالح بن أبى حمّاد ، قال : حدّثني أبو خالد السجستانىّ ـ وهو الذي لمّا مضى أبو الحسن موسى ، عليهالسلام ، وقف عليه ، ثمّ نظر في نجومه فزعم أنّه قد مات فقطع بموته عليهالسلام ، ورجع إلى الحقّ وخالف أصحابه ـ عن على بن يقطين عن أبى ابراهيم عليهالسلام ، قال : «مرّ أمير المؤمنين عليهالسلام بجماعة بالكوفة وهم يختصمون في القدر ، فقال لمتكلمهم : بالله تستطيع أم مع الله أم من دون الله تستطيع؟ فلم يدر ما يردّ عليه. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ زعمت أنّك بالله تستطيع فليس لك من الأمر شيء وإنّ زعمت أنّك مع الله تستطيع فقد زعمت أنّك شريك معه في ملكه ، وإنّ زعمت أنّك من دون الله تستطيع فقد ادّعيت الربوبيّة من دون الله عزوجل. فقال : يا أمير المؤمنين : لا ، بل بالله أستطيع. فقال عليهالسلام : أمّا إنّك لو قلت غير هذا لضربت عنقك».