(٣١) ومن طريق رئيس المحدّثين في الصحيح العالى الإسناد من ثلاثيّات «الكافى» ، (ج ١ ، ص ١٥٢) ، محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر قال : قال أبو الحسن الرضا عليهالسلام : «قال الله عزوجل : ابن آدم ، بمشيّتى كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبقوّتى أدّيت فرائضى ، وبنعمتى قويت على معصيتى. جعلتك سميعا بصيرا قويّا ، ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك. وذلك أنّى أولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيّئاتك منّى. وذلك أنّى لا أسأل عمّا أفعل وهم يسألون».
(٣٢) ومن الطريقين حسنة حمزة بن الطيار ، بل صحيحة فضالة بن أيّوب ، عن حمزة بن الطيّار ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : «إنّه ليس شيء فيه قبض أو بسط ممّا أمر الله به أو نهى عنه إلّا وفيه لله عزوجل ابتلاء وقضاء» ، (التوحيد ، ص ٣٥٤).
(٣٣) ومن طريقهما في الحسن على الأصحّ على بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حمزة بن محمّد الطيّار ، عن أبى عبد اللهعليهالسلام ، قال : «ما من قبض ولا بسط إلّا ولله فيه مشيّة وقضاء وابتلاء» ، (التوحيد ، ص ٣٥٤).
(٣٤) ومن طريق «الكافى» ، (ص ١٥٣) ، لرئيس المحدثين ، على بن محمّد ، رفعه ، عن شعيب العقرقوفي عن أبى بصير ، قال : كنت بين يدى أبى عبد الله عليهالسلام جالسا ، وقد سأله سائل فقال : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، من أين لحق الشقاء أهل المعصية حتّى حكم لهم في علمه لا عذاب على عملهم؟ فقال أبو عبد الله عليهالسلام : أيّها السائل علم الله عزوجل الّا يقوم أحد من خلق بحقّه. فلمّا علم ذلك وهب لأهل المعصية القوّة على معصيتهم ، لسبق علمه فيهم ولم يمنعهم إطاقة القبول منه. لأنّ علمه أولى بحقيقة التصديق ، فوافقوا ما سبق لهم في علمه ، وإن قدروا أن يأتوا خلالا تنجيهم عن معصيته ، وهو معنى شاء ما شاء ، وهو سرّه». (التوحيد ، ص ٣٥٤).
قلت : يعنى عليهالسلام : لسوء استعدادهم الجبلّىّ ونقص استحقاقهم الذاتىّ وقصور قابليّتهم الطباعيّة الموجبة لسوء الاختيار وخسران الاتّجار. وذلك الذي يقال له سرّ القدر. ويتضح لك ببيان أشفى ممّا قد أسبقناه إن شاء الله سبحانه.