(٦٨) ورواه الصدوق ، رحمهالله ، في كتاب «التوحيد» (ص ٦١) ، في حديث بسنده عن أبى القاسم إبراهيم بن محمّد العلوى ، عن فتح بن يزيد الجرجانىّ ، قال : لقيتهعليهالسلام على الطريقة ، بعد منصرفي من مكة إلى خراسان ، وهو سائر إلى العراق ، فسمعته يقول : من اتقى الله يتقى ، ومن أطاع الله يطاع. فتلطفت في الوصول إليه ، فوصلت فسلّمت ، فردّ على السلام ، ثمّ قال : يا فتح ، من أرضى الخالق لم يبال بسخط المخلوق ، ومن أسخط الخالق ، فقمن أن يسلّط عليه سخط المخلوق ، وإنّ الخالق لا يوصف إلّا بما وصف به نفسه ، وأنّى يوصف الذي تعجز الحواسّ أن تدركه ، والأوهام أن تناله ، والخطرات أن تحدّه ، والأبصار عن الإحاطة به ، جلّ عمّا وصفه الواصفون ، وتعالى عمّا ينعته الناعتون. وفي آخر الحديث ، قلت : إنّ عيسى ، عليهالسلام ، خلق من الطين طيرا دليلا على نبوّته ، والسامرىّ خلق عجلا جسدا لنقض نبوّة موسى عليهالسلام ، وشاء الله أن يكون ذلك كذلك. إنّ هذا لهو العجب. فقال عليهالسلام : ويحك ، يا فتح ، إنّ لله إرادتين ومشيّتين ، إرادة حتم وإرادة عزم ، ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء. أو ما رأيت أنّه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة وهو شاء ذلك ، ولو لم يشأ لم يأكلا ، ولو أكلا لقلبت مشيّتهما مشية الله. وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل ، وشاء أن لا يذبحه. ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيّة الله عزوجل. قلت : فرّجت عنى فرّج الله عنك ، غير أنّك قلت : السميع البصير سميع بأذن وبصير بعين. قال : إنّه يسمع بما يبصر ويرى بما يسمع. بصير لا بعين ، مثل عين المخلوقين ، وسميع لا بمثل سمع السامعين. لكن بما لا تخفى عليه خافية» ، الحديث.
(٦٩) ومن طريق «الكافى» (ص ١٥٠) ، على بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبان عن أبى بصير ، قال : «قلت لأبى عبد اللهعليهالسلام : شاء وأراد وقدر وقضى ولم يحبّ. قال هكذا خرج إلينا».
(٧٠) ومن طريق «الكافى» (ص ١٥٠) ، بإسناده عن على بن إبراهيم الهاشميّ قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام ، يقول : لا يكون شيء إلّا ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى» ، الحديث.
(٧١) ومن طريق «الكافى» (ص ١٦١) ، في العالى الإسناد محمّد بن يحيى و