الصّحف». (١) وقوله عليه وآله تسليمات من الله وملائكته : «ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلّا وهي كائنة». (٢)
وفي الخطب القدسيّة الوصويّة قول ترجمان الوحى وقهرمان الحكمة وباب مدينة العلم ومن عنده علم الكتاب ، مولانا أمير المؤمنين ، وصىّ رسول الله ، صلوات الله وتسليماته عليه :
(١) في «نهج البلاغة». «الحمد لله الذي لم تسبق له حال حالا ، فيكون أوّلا قبل أن يكون آخرا ، وظاهرا قبل أن يكون باطنا لم يحلل في الأشياء فيقال : هو فيها كائن ، ولم ينأ عنها فيقال : هو منها بائن» (ع ٦٥ ، ص ٩٦).
(٢) وقوله ، صلوات الله عليه ، في خطبة الأشباح : «ما اختلف عليه دهر فتختلف منه الحال ، ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال. ومن هذه الخطبة : المنشئ أصناف الأشياء بلا رويّة فكر آل إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها ، ولا تجربة أفادها من حوادث الدّهور ، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الأمور ، فتمّ بأمره وأذعن لطاعته وأجاب إلى دعوته ، لم يعترض دونه ريث المبطئ لا أناة المتلكّئ». (ع : ٩١ ، ص ١٢٤) إلى آخر كلامه الشريف صلوات الله تعالى عليه.
(٣) وفي خطبة تتضمّن أصول التوحيد وتجمع مجامع التمجيد : «لا تصحبه الأوقات ولا تردفه الأدوات ، سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله ، لا يجرى عليه السّكون والحركة ، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه ، ويعود فيه ما هو أبداه ، ويحدث فيه ما هو أحدثه؟ إذن لتفاوتت ذاته ولتجزّأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ، ولكان له وراء إذ وجد له أمام ، ولا لتمس التمام إذ لزمه النّقصان ، لا يتغيّر بحال ، ولا يتبدّل في الأحوال ، ولا تبليه اللّيالى والأيّام ، ولا يغيّره الضّياء والظّلام ... ليس في الأشياء بوالج ، ولا عنها بخارج» ، (ع : ١٨٦ ، ٢٧٢).
(٤) ومن خطبة أخرى له عليهالسلام : ... لا تقدّره الأوهام بالحدود والحركات ، ولا بالجوارح والأدوات. لا يقال له : متى ، ولا يضرب له أمد بحتّى ... لم يقرب من
__________________
(١) ـ (صحيح البخارى) ، ج ٧ ، كتاب النكاح ، ص ٤٣).
(٢) ـ (بحار الانوار ، ج ٥ ، ص ٤٨ ، سبق العلم وجفّ القلم).