الزمان نفسه لوجوده أو عدمه متى. فما أحسن قول الشيخ في («التعليقات» ، ص ...) «الزمان ليس وجوده في زمان ، فكذلك ليس بعدم في زمان ، والآن نفسه ليس لوجوده متى بخلاف عدمه ، فإنّ متاه نفس مجموع الزمان الذي بعده. وهذا كما أنّ المكان نفسه ليس له أين أصلا. والنقطة نفسها ليس وجودها في الخطّ أو النقطة وأنّها معدومة في مجموع خطّ بعدها. وأمّا الأمور الغير الزمانيّة فربما يقال [١٢٠ ب] بحسب جليل النظر أنّ متاها يباين متى الزمانيّات بالمعنى. فمتى الزمانيّات هو النسبة إلى الزمان بالفيئيّة ، ومتى ما هو أعلى من الكون نسبته إلى الزمان بالمعيّة.
ثمّ إنّ ضربا من النظر الدقيق يأتى بفحص بالغ ، فيحكم بأنّ هذا الأخير كون أعلى طور آخر على من أن يكون متى ، بل إنّما هو بإزاء المتى ، أعنى كون الزمانيّات في الزمان أو في طرفه ، فلا ينبغى أن يدخل ذلك في التسمية إلّا أن يسلك مسلك التشبيه من طريق بعيد ، فإنّ النسبة التي هي المتى يعتبر فيها انطباق المنسوب على المنسوب إليه ، وما يرتفع عن الزمان لا ينسب إليه [١٢١ ظ] بالانطباق على شيء من الأزمنة أو الاطراف ، بل إنّه يحيط بالجميع ، فبالحريّ أن ينزّه عن الوقوع تحت ما يعتريه هذا الاسم ، فكيف والزمان لا يكون له متى ، فما ظنّك بشواهق العوالى ، وما هو أعلى منها.
[٧] تأييد تنصيصىّ
عساك تكون ممّن ظفر من كلام الشيخ الرئيس بقول ناصّ على ما حققناه ، ألم يكفك قوله في رسالته المسمّاة «الكلمة الإلهيّة» : «سبحان الملك القهّار ، الإله الجبّار ، لا تدركه الأبصار ، ولا تمثّله الأفكار ، لا جوهر يقبل الأضداد فيتغيّر ، ولا عرض فيسبق وجوده الجوهر ، لا يوصف بكيف فيشابه ويضاهى ، ولا بكم فيقدّر [١٢١ ب] ويجزّى ، ولا بمضاف فيوازى ويحاذى ، وبأين فيحاط به ويحوى ، ولا بمتى فينتقل من مدّة إلى أخرى». وأشباه ذلك في كتبه غير محصورة فتصفح.
وممّا في زبر من سبقه من الأقدمين ينصّ على ذلك قول المعلّم الثاني للحكمة في («فصوصه» ، ص ١٠١١) : «هو أوّل ، من جهة أنّ كلّ زمانىّ ينسب إليه تعالى بكون، فقد وجد زمان لم يوجد معه ذلك الشيء ووجد ، أعنى الحقّ الواجب، معه لا فيه».