الرّوضة الرّضويّة ، على من حلّ فيها ، معادلا زيارته لسبعين ألف حجّة تطوعيّة ، أو فى الصلاة وأزكى التّحيّة ، منشدة أبصارنا :
أبرق بدا من جانب الغور لامع |
|
أم ارتفعت عن وجه ليلى البراقع |
مستدكرة مهجنا :
يا صاحبي ، هذا العقيق فقف به |
|
متوالها إن كنت لست بواله |
مترنّمة أفئدتنا :
أفق الوصل بدا إذ ومض البرق وقد |
|
رفض القلب سوى منيت تذلك القبب |
ونوّرنا أحداق الأرواح بروامس تلك التّرعة ، قائلا روع العقل بلسان الشّوق استعظاما للمطلب :
أنا في مشهد مولاي بطوس أنا ذا |
|
ساكب الدّمع بعين ورثت عن سحب |
لم ننس واجب ذكركم ولم نهمل الدّعاء لثمركم وعكركم وأنتم المؤمّلون بتذكرنا في صوالح الدّعوات عند مظانّ الإجابات.
ثمّ إنّ مقرّب الحضرة العليّة وقطب رحى الخدمة المتعالية مهتر سلمان لمن خواصّ عبيد هذا الحريم القويم البنيان وإنّ نياطة العواطف الخاقانيّة بالنّظر إليه من مدارج الأحصاف في قصواها وكلاءة الأنظار السلطانيّة برفاغة حاله من مراتب الكمال في علياها.
فبعد أن يهتدى لطيّ المسالك وإتيان المشاعر وقضاء المناسك لا يبعد أن تسعفوه في إنجاح ماله من المآرب المحوجة إلى الأنصار والأعوان ، كى يسرع بالرّجوع إلى الانخراط في سلك الحافّين حول هذه العتبة الرفيعة المنيعة الأركان.
وحيث إنّ عنان ميلان الضّمير الأقدس منعطف إلى أن تتبرّك الطّوائل والخيول الخاقانيّة بحصان وفرس ممّا رتعت في أبّ تلك الأراضي الشّريفة المقدّسة المراعي من العربيّة العتيقة النّجيبة السّنخ الشّديدة العدو ، فلو وجّهتموه بأفراس جياد معروفة بجودة النّسب في تلك القفار والبلاد لكان من المودّة في مقتضاها ومن المحبّة على مرتقاها.
وإنّى امرئ للخيل من عندي مزيّة |
|
على فارس البرذون أو فارس البغل |
وإذا كان الغرض توثيق مواثيق الصّداقة بمفاوضة خلوص المصادقة فلنختم الإطناب