الجامع بين السّيادتين الإرثيّة والمكتسبيّة ، عامر عمارة مسجد العدل في الحرم ، ساقى سقاية زمزم الفضل والكرم ، أعنى من ساد السّلاطين بحماية حوزتي الحرمين وفاق الخافقين نجدى الكرمين.
من النّجوم العلى حرّاس قبّته |
|
من السّماء له من جملة الخدم |
وهو الحريّ بأن ينشد فيه :
وإنّ قميصا خيط من نسج تسعة |
|
وعشرين حرفا عن معاليه قاصر |
أزهر الشّعبة السّنيّة من أغصان الدّوحة الحسنيّة ، نطاقا لتدوير أفلاك العزّ والجلال ومساقا لتفاسير آيات الشّرف والكمال ، الأمير الكبير ، مستخدم الأحرار والأشراف ، المشتهر بلقبه الشّريف في الأصقاع والأطراف ، لا زال أطناب وفود السّموّ مربوطة بأوتاد دوامه وأعناق جنود العلوّ خاضعة لأطواق أحكامه ، ويرصّع بهيّ جنابه بأبهى درر التّسليمات المتلألئة من بطون أصداف الودّ والموالاة ، مستوثقا بانعطاف خطير خاطره واعتلاق منير ضميره وانصراف صدق إرادته واستباق صفاء درايته بالنّسبة إلى ذروة هذه الخلافة الباهرة وعروة هذه الدّولة الزّاهرة ، مستشرقا بأشعّة أنوار الوداد من درارى سماء تلك البواد ، مستيقنا أنّ ما سيقت إليه زمر نوّاب هذا الباب من توفيق الجهاد المفضّل في قوله ، عزّ من قائل : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) صلوات منه على من نزّله إليه ، وتسليمات على من أنزل فيه ، وتفريق الجيوش من أيوك الملوك وأبطال الرّجال ، قوّاد الغرام ووقّاد الضّرام وأبناء الشّهامة وآباء السّهام ، وعرضهم عن آخرهم على السّيف ، وجمع كوكبة بأسرهم في حبالة الأسر واستعادة المفاوز واسترداد البلاد واستثبات : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) ، واستزادة أرض لم نطأها من قبل في الآباء والأولاد ، ونصرة الحقّ وإدالته وقمع الباطل وإزالته.
إنّما أيّدنا الله بها في جنود لم نرها من بركات خاتم النّبوّة ، سيّد الأنبياء والمرسلين وفاتح الوصاية أفضل المهاجرين والمجاهدين وأولادهما الطيّبين الطّاهرين ، عليهم صلوات المصلّين ، بلوامح همم أولئك الأنجاب وصوالح أدعية من بتلك الأعتاب.
فنحن إذ قد وطئنا الأرض المقدّسة من مشهد البضعة النبويّة والطّور الأيمن من معقد