وقال في كتاب («عيون الحكمة» ، ص ٢٨) : «وذوات الأشياء الثابتة وذوات الأشياء الغير الثابتة من جهة ، والثابتة من جهة إذا أخذت من جهة ثباتها لم تكن في الزمان، بل مع الزمان ، ونسبة ما مع الزمان وليس في الزمان هو الدهر ، ونسبة ما ليس في الزمان إلى ما ليس في الزمان من جهة ما ليس في الزمان ، الأوّلى أن يسمّى بالسّرمد ، والدهر في ذاته من السّرمد ، وبالقياس إلى الزمان دهر».
وقال في كتاب («التعليقات» ، ص ١٤١) : «العقل يدرك ثلاثة أكوان أحدها : الكون في الزمان ، وهو «متى» الأشياء المتغيّرة التي يكون لها مبدأ ومنتهى ، ويكون مبدؤه غير منتهاه ، بل يكون متقضّيا ويكون دائما في السيلان وفي تقضّى حال وتجدّد حال. والثاني : كون مع الزّمان ، ويسمّى الدهر ، وهذا الكون محيط بالزمان ، وهو كون الفلك مع الزّمان ، والزّمان في ذلك الكون ، لأنّه ينشأ من حركة [١٢٩ ظ] الفلك ، وهو نسبة الثالث إلى المتغيّر. إلّا أنّ الوهم لا يمكنه إدراكه ، لأنّه رأى كلّ شيء في زمان ، ورأى كلّ شيء يدخله كان ويكون والماضى والحاضر والمستقبل ، ورأى لكلّ شيء «متى» إمّا ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا. والثالث : كون الثابت مع الثابت ، ويسمّى السّرمد وهو محيط بالدهر». وقال : «الشيء الزمانىّ يكون له أوّل وآخر ويكون أوّله غير آخره». وقال : «الوهم يثبت لكلّ شيء «متى» ومحال أنّ يكون للزمان نفسه «متى» ، والفلك لا يتغيّر في ذاته ، والحركة حالة طارئة عليه. وأنّ ما يكون في الشيء يكون محاطا بذلك الشيء ، فهو متغيّر بتغيّر ذلك [١٢٩ ب] الشيء فالشيء الذي يكون في الزمان يتغيّر بتغيّر الزمان ويلحقه جميع أعراض الزمان ويتغيّر عليه أوقاته ، فيكون هذا الوقت الذي يكون مثلا مبدأ كونه أو مبدأ فعله غير ذلك الوقت الذي يكون آخره ، لأنّ زمانه يفوت ويلحق ، وما يكون مع الشيء فلا يتغيّر بتغيّره ولا يتناوله أعراضه» ، ثمّ قال : «الدّهر وعاء الزمان ، لأنّه محاط به» ، (ص ١٤٢).
وقال في طبيعيّات («النجاة» ، ص ١١٨) : ليس كلّ ما وجد مع الزمان فهو فيه ، فإنّا موجودون مع البرّة الواحدة ولسنا فيها» ، وعدّ ما يصحّ أن ينسب إلى الزمان بالفيئيّة.
ثمّ قال : «فما هو خارج عن هذه الجملة فليس [١٣٠ ظ] في زمان ، بل إذا قوبل مع الزمان ، واعتبر ، له ثبات مطابق لثبات الزمان وما فيه ، وسمّيت تلك الإضافة وذلك