الاعتبار دهرا له ، فيكون الدهر محيطا بالزمان».
وقال في رسالته المسمّاة «الكلمة الإلهيّة» : «وهي في صورة محتوية على معظمات المعارف الإلهيّة ، الزمان عنه في الأفق الأقصى وناحية الجوهر الأولى عند اشتمال الحركة على متقدم ومتأخر ووجود الجسم في تبدّل وتغيّر ، والدهر وعاء زمانه ويفيض عنه وجود جواهر روحانيّة لا مكانيّة ولا زمانيّة».
وقال بهمنيار في («تحصيله» ، ص ...) : و «هذه المعيّة إن كانت بقياس ثبات إلى غير ثبات [١٣٠ ب] فهو الدهر ، وهو محيط بالزمان ؛ وإن كانت بنسبة الثابت إلى الثابت ، فأحقّ ما يسمّى السّرمد ، بل هذا الكون ، أعنى كون الثابت مع غير الثابت والثابت مع الثابت بإزاء كون الزمانيّات في الزمان ، فتلك المعيّة كأنّها «متى» الأمور الثابتة ، وكون الأمور في الزمان متاها ، فليس للدهر ولا للسرمد امتداد ، لا في الوهم ولا في الأعيان ، وإلّا كان مقدار الحركة» ، انتهى بعبارته.
وقال خاتم الحكماء في («شرح الاشارات» ، ج ٣ ، ص ١١٩) : إنّ الاصطلاح كما وقع على إطلاق الزمان على النسبة التي تكون لبعض المتغيّرات إلى بعض في امتداد الوجود ، فقد وقع على إطلاق الدّهر على النسبة التي تكون للمتغيّرات إلى الأمور [١٣١ ظ] الثابتة ، والسّرمد على النسبة التي تكون للأمور الثابتة بعضها إلى بعض».
فهذه ألفاظه ، ولقد رمز بأنيق اسلوب الكلام إلى كشف أسرار المقام ، وإنّها لمن لطائف الخفيّات ، فلا تكوننّ من الذين هم لا يشعرون.
[١٢] ظنّ واستنكار
من الناس من نزّل نفسه منزلة المفسّرين لأقوالهم ، فنظر إلى ما في «شرح الإشارات» ، ولم يطلق الفطنة ولم يذق الحكمة ولم ينل اللّبّ من قشور العبارات ، وتخيّل أنّه توغّل ، فقال في («كشف المقال» ، ص ...) : «نسبة المتغيّرات بعضها إلى بعض بالتقدّم والتأخّر زمان ، ودوام صدور المتغيّرات عن الأمور الثابتة دهر ، ودوام ثابت بدوام ثابت قبله بالذات [١٣١ ب] سرمد».
وكأنّ تحصيل المطالب سبيله تحقيق ما حققناه ، وتفصيل ما أجملناه طباق ما لوّح إليه صاحب الإشراق بقوله في كتاب («التلويحات» : ص ...؟ «وكما أن الشيء في