(١ ـ قوس النهار المشهورية والحقيقيّة)
قوس النّهار المشهوريّة هي مجموع نصف الدّور وضعف تعديل النّهار إن كانت الشّمس من المعدّل في جهة القطب الظّاهر أو فضل نصف الدّور على ضعف تعديل النّهار إن كانت هي منه في القطب الخفىّ إذا كان هناك تعديل نهار ؛ وأمّا إذا لم يكن ، كما في خطّ الاستواء دائما وفي الآفاق المائلة لما يكون الشّمس في أحد الاعتدالين ، فقوس النّهار نصف الدّور بلا زيارة ونقصان. وذلك لما بيّن في مظانّه : أنّ الأفق ينتصف المدارات في خطّ الاستواء ومعدّل النّهار في الآفاق المائلة ، وأنّ المدار المتقسم بالأفق المائل إن كان في جهة القطب الظّاهر كان قسمه الظّاهر أعظم من نصف الدّور بضعف تعديل النّهار ، وإن كان في جهة القطب الخفىّ كان أصغر بذلك بضعف تعديل النّهار أيضا
ولا يخفى أنّ الحقيقة تقتضى خلاف هذا ، لأنّ النّقطة الّتي مع الشّمس من المعدّل لا تغرب معها بسبب حركة الشّمس الخاصّة إلى التّوالى على خلاف جهة حركة المعدّل.
فقوس النّهار الحقيقيّة هي ما يدور من معدّل النّهار من وقت طلوع مركز الشّمس من الأفق الشّرقىّ إلى وقت غروب مركزها في الأفق الغربىّ ، وهو أزيد من الأوّل بقدر مغارب ما تسيره الشّمس بسيرها المقوّم في ذلك النّهار لتلك البقعة ، لأنّ الجزء الّذي كانت الشّمس فيه في أوّل النّهار إذا صار من المشرق إلى المغرب بالحركة اليوميّة ، فقد تحرّك المعدّل قوسا في هذا الزّمان ، وهي قوس النّهار المشهوريّة. والشّمس قد تحرّكت بحركتها الخاصّة إلى خلاف تلك الجهة على توالى البروج في ذلك الزّمان قوسا صغيرة. فما لم يغرب هذا القوس لم تغرب الشّمس قطعا. وإذا غربت هذه القوس من البروج غربت بإزائها قوس من معدّل النّهار هي مغارب للقوس الأولى.
فهذه المغارب إذا زيدت على قوس النّهار وإن وقع في عبارة أعاظمهم ، كإمام المحققين الحكيم الطّوسىّ ، روّح رمسه ، والعلّامة قطب المحققين ، والفاضل العلّامة نظام الدّين النّيشابورىّ ، فإنّه ليس بسديد. اللهمّ إلّا أن يقال : قد يطلق المطالع ويراد المغارب ، بناء على أنّ مغارب القوس في أفق هي بعينها مطالعها في نظير ذلك الأفق.
وربّما يقال : إنّ مقدار اليوم بليلته إذا أخذ المبدأ من الطّلوع دورة من معدّل النّهار