وروى شيخنا الثّبت العلم ، الأقدم الأفخم ، رئيس المحدثين ، أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن اسحاق الكلينىّ ، رضوان الله تعالى عليه ، فى باب التوحيد من كتابه «الكافى» : أنّه سئل مولانا على بن موسى الرّضا ، عليهالسلام ، عن التّوحيد ، فقال : «من قرأ «قل هو الله احد» وآمن بها فقد عرف التّوحيد» ، قيل : وكيف يقرؤها قال : «كما يقرؤها النّاس» ، وزاد : «كذلك الله ربّى». [الكافى ، ج ١ ، ص ٩١].
وبالجملة ، فالرّوايات متظافرة لدى العامّة والخاصّة بأنّ سورة التّوحيد تعدل ثلث القرآن. وفى التّفسير الكبير لعلّامة العلماء الجمهوريّة وإمامهم ، فخر الدّين الرّازى : «إنّ سورة الإخلاص للقرآن كالحدقة للإنسان ، وإنّ القرآن كلّه صدف ، والدّر هو قوله تعالى : «قل هو الله أحد».
وقد تساطعت الأحاديث عن سيّدنا رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، بروايات شتّى وأخبار تترى، من الطّرق المختارة العاميّة ، والأسانيد المعتبرة الخاصّيّة ، وقد تولّينا روايتها وبسطها فى شرح تقدمة كتابنا «تقويم الإيمان» أنّه صلىاللهعليهوآله ، قال : «مثل على بن ابى طالب فى هذه الامة ، مثل قل هو الله أحد فى القرآن». وفى عضة من روايات مشيختنا الأقدمين ، نور الله ضرائحهم ، وطرق الشّيوخ الجمهوريّين «مثل عليّ بن أبى طالب فى النّاس كمثل قل هو الله أحد فى القرآن». وكذلك رواه من علمائهم صاحب كتاب «الفردوس» ابن شرويه الدّيلميّ.
وفى أمالى الصّدوق بإسناده إليه ، صلىاللهعليهوآله ، يقول لعلىّ عليهالسلام : «مثلك فى أمّتى مثل قل هو الله أحد ، فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن. فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ، ومن أحبّك بلسانه فقد كمل ثلث الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه وفقد كمل له ثلثا الإيمان ، ومن أحبّك بلسانه وقلبه نصرك بيده فقد استكمل الإيمان. (بحار الانوار ، ج ٣٩ ، ص ، ٢٧٠ ، معانى الأخبار ، ٢٣٤ ، أمالى الصدوق ، ص ٢٢).
والّذي بعثنى بالحقّ ، يا على ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السّماء لك ، لما يعذّب أحد بالنّار». فهذا ما رمنا روايته.
وإنّا نحن قد تلونا على أسماع المتعلّمين ، وأملينا على قلوب المتبصّرين فى كتبنا العقليّة وصحفنا الحكميّة ، ولا سيما كتابنا التّصحيحات والتقويمات الموسوم ب «تقويم الإيمان» أنّ جملة الممكنات ، أى النّظام الجملىّ لعوالم الوجود على الإطلاق ، كتاب الله المبين الغير المغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها ، وهو المعبّر