وعن الصادق عليهالسلام : « إنّ الباقيات الصالحات هي الصلوات ، فحافظوا عليها » (١) .
وعنه عليهالسلام : « هي الصلوات الخمس » (٢) .
وقال جمع من العامة : هي التسبيحات الأربع (٣) .
وعنه عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : خذوا جنّتكم (٤) ، قالوا : يا رسول الله عدّو حضر ؟ قال : لا ، ولكن خذوا جنّتكم من النار ، قالوا : فبم نأخذ جنّتنا ، يا رسول الله ؟ قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، فإنّهنّ يأتين يوم القيامة ولهنّ مقدّمات ومؤخّرات ، وهنّ الباقيات الصالحات » (٥) .
وعن الباقر عليهالسلام : « مرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله برجل يغرس غرسا في حائط له ، فوقف عليه وقال : ألا أدلّك على غرس أثبت أصلا ، وأسرع إيناعا ، وأطيب ثمرا وأبقى ؟ قال : بلى ، فدلّني يا رسول الله ، فقال : إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ، فإنّ لك إن قلته بكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة ، وهنّ من الباقيات الصالحات » (٦) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه قال للحصين بن عبد الرحمن : « لا تستصغر مودّتنا ، فإنّها من الباقيات الصالحات » (٧) .
أقول : الجمع بين الأخبار أنّ كلّ عمل واعتقاد فيه رضا الله ، فهو من الباقيات الصالحات.
﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً *
وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ
نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (٤٧) و (٤٨)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان خساسة الدنيا ، وذكر ما يوجب التزهيد منها وترغيبهم في الصالحات ، ذكر بعض أهوال القيامة تنبيها على كثرة الحاجة بها فيها بقوله : ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ﴾ في الهواء والجوّ على هيئتها بعد قلعها من الأرض ، أو [ نسيّر ] أجزاءها بعد جعلها هباء منبثّا ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ﴾ يا محمّد ﴿بارِزَةً﴾ وظاهرة من تحت الجبال ، والعمارات ، والأشجار. أو بارزة الجوف لا يبقى في بطنها شيء من الموتى والكنوز ، وبعثنا الناس من القبور ﴿وَحَشَرْناهُمْ﴾ وجمعناهم إلى عرصة القيامة وموقف الحساب ، مؤمنيهم وكفّارهم ﴿فَلَمْ نُغادِرْ﴾ ولم نترك ﴿مِنْهُمْ﴾ تحت الأرض ﴿أَحَداً﴾
__________________
(١) تفسير العياشي ٣ : ٩٤ / ٢٦٥٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٤٤.
(٢) مجمع البيان ٦ : ٧٣١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٤٤.
(٣) تفسير أبي السعود ٥ : ٢٢٥ ، تفسير روح البيان ٥ : ٢٥١.
(٤) في تفسير العياشي : جننكم ، وكذا ما بعدها.
(٥) تفسير العياشي ٣ : ٩٤ / ٢٦٥٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٤٤.
(٦) الكافي ٢ : ٣٦٧ / ٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٤٥.
(٧) مجمع البيان ٦ : ٧٣١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٤٤.