بها ؟ فقال أويس : افّ لهذه القلوب التي قد خالطها الشكّ فما تنفعها العظة (١) .
قيل : إنّ العرب كانوا يقتلون البنات لعجز البنات عن التكسّب ، ولأنّ فقرها ينفّر أكفاءها عن تزويجها ، فيحتاجون إلى تزويجها بغير أكفائها ، وهو عار شديد (٢) .
﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً (٣٢)﴾
ثمّ لمّا وصف سبحانه قتل الأولاد بالذنب الكبير ، أردفه بذكر بعض الكبائر التي منها الزنا بقوله : ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى﴾ ولا ترتكبوه أبدا ﴿إِنَّهُ كانَ﴾ فعله ﴿فاحِشَةً﴾ شديدة القباحة ﴿وَساءَ سَبِيلاً﴾ سبيله ، وبئس طريقا طريقه ، فانّه موجب لاختلال الأنساب وهيجان الفتن وشيوع الفساد.
وعن الباقر عليهالسلام - في حديث - قال : ﴿وَساءَ سَبِيلاً﴾ وهو أشدّ الناس عذابا ، والزنا من أكبر الكبائر » (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله في وصيته له : « يا علي ، في الزنا ست خصال ؛ ثلاث منها في الدنيا ، وثلاث في الآخرة ، فأمّا التي في الدنيا : فيذهب بالبهاء ، ويعجّل الفناء ، ويقطع الرزق. وأمّا التي في الآخرة : فسوء الحساب ، وسخط الرحمن ، والخلود في النّار » (٤) .
وروى بعض العامة عن بعض الصحابة : « إياكم والزنا ، فانّ فيه ستّ خصال ؛ ثلاث في الدنيا ، وثلاث في الآخرة ، فأما التي في الدنيا : فنقصان الرزق ، ونقصان العمر ، والبغض في قلوب الناس.
وأما الثلاث التي في الآخرة : فغضب الربّ ، وشدّة الحساب ، والدخول في النّار » (٥) .
﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (٣٣)﴾
ثمّ ذكر سبحانه قتل النفس المحترمة التي هي أكبر الكبائر العملية بقوله : ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ﴾ قتلها بوجه من الوجوه ﴿إِلَّا بِالْحَقِ﴾ المقرّر في الشرع المطهّر من القصاص والحدّ والدفاع.
__________________
(١) تفسير روح البيان ٥ : ١٥٤.
(٢) تفسير الرازي ٢٠ : ١٩٦ - ١٩٧.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١٩ ، تفسير الصافي ٣ : ١٩٠.
(٤) الخصال : ٣٢١ / ٣ ، من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٦٦ / ٨٢٤ ، تفسير الصافي ٣ : ١٩٠.
(٥) تفسير أبي السعود ٥ : ١٧٠ ، تفسير روح البيان ٥ : ١٥٤.