المؤمنين عليّ عليهالسلام ، قال : الودّ المحبّة في قلوب المؤمنين (١) .
وقال القاضي في ( إحقاق الحقّ ) : الرواية مذكورة في ( تفسير الرازي والنيشابوري ) وكتاب ( الصواعق المحرقة ) لابن حجر ، ونقل عنه أنّه قال : وصحّ أنّ العبّاس شكا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ما يلقون من قريش [ من ] تعبيسهم وجوههم ، وقطعهم حديثهم عند لقائهم ، فغضب صلىاللهعليهوآله غضبا شديدا حتى احمرّ وجهه ودرّ عرق بين عينيه ، وقال : « والّذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبّكم (٢) لله ورسوله » (٣) .
عن الصادق عليهالسلام قال : « سبب نزول هذه الآية أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان جالسا بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : قل يا عليّ : اللهمّ اجعل لي في قلوب المؤمنين ودّا ، فأنزل الله [ الآية ] » (٤).
وعنه عليهالسلام : « دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين عليهالسلام في آخر صلاته ، رافعا به صوته ، يسمع الناس ، يقول : اللهمّ هب لعليّ المودّة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الآية » (٥) .
وعنه عليهالسلام في هذه الآية ، قال : « ولاية أمير المؤمنين هي الودّ الذي قال الله » (٦) .
وعن الباقر عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام قل : اللهمّ اجعل لي عندك عهدا ، واجعل [ لي ] في قلوب المؤمنين ودّا ، فقالهما ، فنزلت الآية » (٧) .
وقيل : إنّ المراد سيجعل لهم الرحمن ودّهم ، أي محبوبهم في الجنّة (٨) .
﴿فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا * وَكَمْ أَهْلَكْنا
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (٩٧) و (٩٨)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد وعيد المشركين على الشّرك والعصيان ، ووعد المؤمنين على الإيمان والعمل الصالح ، بيّن أنّهما الغرض من إنزال القرآن بلغة العرب بقوله : ﴿فَإِنَّما يَسَّرْناهُ﴾ وسهّلنا عليك فهمه وتلاوته بأن جعلناه ﴿بِلِسانِكَ﴾ ولغتك.
وقيل : إنّ باء ( بلسانك ) بمعنى على ، والتيسير متضمّن معنى الإنزال ، والفاء في ( إنّما ) فاء التعليل ، والمعنى بلّغ يا محمّد هذا المنزل ، أو بشّر به وأنذر ، لأنّا يسّرناه منزّلين له بلسانك ولغتك (٩)﴿لِتُبَشِّرَ بِهِ
__________________
(١) نهج الحق : ١٨٠.
(٢) في النسخة : يحبهم.
(٣) إحقاق الحق ٣ : ٨٧.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٥٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٩٧.
(٥) تفسير العياشي ٢ : ٣٠٢ / ١٩٩٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٩٧.
(٦) الكافي ١ : ٣٥٨ / ٩٠.
(٧) مجمع البيان ٦ : ٨٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٩٧.
(٨) تفسير الرازي ٢١ : ٢٥٦.
(٩) تفسير أبي السعود ٥ : ٢٨٤.