في تفسير سورة طه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿طه * ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى * تَنْزِيلاً مِمَّنْ
خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى * الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (١) و (٥)﴾
ثمّ لمّا ختم سبحانه السورة المباركة ببيان تيسير القرآن على نبيّه صلىاللهعليهوآله للتّبشير والإنذار ، وهدّد معارضيه بذكر إهلاكه الامم الماضية بالشرك والطغيان ، أردفها بسورة طه المبتدئة بالتّأكيد في بيان غرض إنزال القرآن ، المتضمّنة لذكر هلاك فرعون وقومه وغيره من المطالب المناسبة للسّورة السابقة المختتمة بتهديد المشركين ، فابتدء فيها بذكر أسمائه المباركات بقوله : ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ ثمّ افتتحها بذكر الحروف المقطّعة بقوله : ﴿طه﴾ وقد مرّ في الطرفة الثامنة عشرة تأويلها ، وذكر أنّها من أسماء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كما روي أنّه قال : « أنا محمّد ، وأنا أحمد ، والفاتح ، والقاسم ، والحاشر ، والعاقب ، والماحي ، وطه ، ويس » (١) .
وعن بعض العامة : أنّ الصادق عليهالسلام قال : « إنّه قسم بطهارة أهل البيت وهدايتهم » (٢) .
وقيل : إنّه قسم بطوبى والهاوية. وقيل : بطيبة ومكّة. وقيل غير ذلك (٣) .
ثمّ خاطب نبيّه صلىاللهعليهوآله بقوله : ﴿ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ﴾ يا محمّد ﴿لِتَشْقى﴾ وتقع في تعب الأسف والحزن على كفر قومك ، أو في تعب الجهد في إيمانهم ، أو في تعب العبادة بحيث تشرف على الهلاك.
روت العامة أنّه صلىاللهعليهوآله صلّى باللّيل حتى تورّمت قدماه فقال له جبرئيل : أبق على نفسك ، فإنّ لها عليك حقّا (٤) .
ورووا أنّه صلىاللهعليهوآله كان إذا قام في (٥) اللّيل ، ربط صدره بحبل حتى لا ينام (٦) .
__________________
(١) تفسير روح البيان ٥ : ٣٦١.
(٢) تفسير الرازي ٢٣ : ٣ ، تفسير روح البيان ٥ : ٣٦١.
(٣) تفسير روح البيان ٥ : ٣٦١.
(٤) تفسير الرازي ٢٢ : ٤.
(٥) في تفسير الرازي : من.
(٦) تفسير الرازي ٢٢ : ٤.