﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ
مَشْهُوداً (٧٨)﴾
ثمّ لمّا ذكر سبحانه منّته على نبيّه صلىاللهعليهوآله بحفظه من كيد أعدائه وفتنتهم ، ووعده باهلاك مخرجيه من مكة ونصرته عليهم ، أمره بالاقبال إليه والقيام بوظائف العبوديّة التي أهمّها الصلاة بقوله : ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ﴾ وأدمها كما قيل ﴿لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ وزوالها عن خطّ نصف النهار إلى غسق الليل وظلمته الشديدة الحاصلة بعد زوال الحمرة المغربية.
عن جابر ، قال : طعم عندي رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، ثمّ خرجوا حين زالت الشمس ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : « هذا حين دلكت الشمس » (١) .
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « أتاني جبرئيل لدلوك الشمس ، حين زالت الشمس ، فصلى بي الظهر » (٢) .
وعن الباقر عليهالسلام ، أنّه سئل عمّا فرض الله من الصلاة ؟ فقال : « خمس صلوات في الليل والنهار » فقيل : هل سمّاهنّ وبينهنّ في كتابه ؟ فقال : « نعم ، قال الله تعالى لنبيه : ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ودلوكها زوالها ، ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سمّاهن الله وبينهنّ ووقتهنّ ، وغسق الليل : انتصافه ، ثمّ قال : ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً﴾ فهذه الخامسة » (٣) .
والعياشي عنهما عليهماالسلام ، في هذه الآية ، قال : « جمعت الصلوات كلّهن ، ودلوك الشمس : زوالها ، وغسق الليل : انتصافه » وقال : « إنّه ينادي مناد من السماء كلّ ليلة إذا انتصف [ الليل ] : من رقد عن صلاة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ﴾ قال : صلاة الصبح. وأمّا قوله : ﴿كانَ مَشْهُوداً﴾ قال : تحضره ملائكة الليل والنهار » (٤) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن أفضل المواقيت في صلاة الفجر ، فقال : « مع طلوع الفجر ، إنّ الله يقول : ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً﴾ يعني صلاة الفجر يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار ، فاذا صلّى العبد الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرّتين ؛ أثبتتها ملائكة الليل وملائكة النهار » (٥) .
__________________
(١) تفسير الرازي ٢١ : ٢٥.
(٢) تفسير الرازي ٢١ : ٢٥.
(٣) تفسير العياشي ٣ : ٧٠ / ٢٥٧٨ ، الكافي ٣ : ٢٧١ / ١ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ١٢٤ / ٦٠٠ ، التهذيب ٢ : ٢٤١ / ٩٥٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٢١٠.
(٤) تفسير العياشي ٣ : ٧٢ / ٢٥٨٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢١٠.
(٥) الكافي ٣ : ٢٨٣ / ٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٢١٠.