عن الصادق عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ إبراهيم عليهالسلام لمّا القي في النّار قال : اللهمّ إنّي أسألك بحق محمّد وآله لمّا أنجيتني منها ، فجعلها الله عليه بردا وسلاما » (١) .
وعن ابن عبّاس : لو لم يتّبع بردا سلاما لمات إبراهيم عليهالسلام من بردها ، ولم يبق يومئذ في الدنيا نار إلّا طفئت (٢) .
قيل : فأخذت الملائكة بضبعي (٣) إبراهيم عليهالسلام ، وأقعدوه في الأرض ، فإذا عين ماء عذب ، وورد أحمر ونرجس ، ولم تحرق النار منه إلّا وثاقه (٤) .
وقيل : إنّ إبراهيم عليهالسلام لمّا القي في النّار كان فيها أربعين يوما أو خمسين ، وقال : ما كنت أيّاما أطيب عيشا منّي إذ كنت فيها (٥) .
وقيل : بعث الله ملك الظلّ في صورة إبراهيم عليهالسلام ، فقعد إلى جنبه يؤنسه ، وأتاه جبرئيل بقميص من حرير الجنّة وقال : يا إبراهيم ، إنّ ربّك يقول : أما علمت أنّ النّار لا تضرّ أحبّائي ؟ ثمّ نظر نمرود من صرح له مشرف على إبراهيم عليهالسلام ، فرآه جالسا في روضة ، ورأى الملك قاعدا إلى جنبه ، وحوله نار تحرق الحطب ، فناداه : يا إبراهيم ، هل تستطيع أن تخرج منها ؟ قال : نعم ، قال : قم فاخرج منها ، فقام يمشي حتى خرج منها.
قال له نمرود : من الرجل الذي رأيته معك في صورتك ؟ قال : ذلك ملك الظلّ أرسله ربّي ليؤنسني فيها. فقال نمرود : إنّي مقرّب إلى ربّك قربانا لما رأيت من قدرته وعزّته في ما صنع بك ، فإنّي ذابح له أربعة آلاف بقرة.
فقال إبراهيم عليهالسلام : لا يقبل الله منك ما دمت على دينك. فقال نمرود : لا أستطيع أن أترك ملكي ، ولكن سوف أذبحها له ؛ ثمّ ذبحها له ، ثمّ أوقدوا عليه النار سبعة أيّام ، ثمّ أطبقوا عليه ، ثمّ فتحوا عليه من الغد ، فإذا هو [ غير ] محترق يعرق عرقا (٦) .
﴿وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي
بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ (٧١) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ
* وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ
__________________
(١) الاحتجاج : ٤٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٤٤.
(٢) تفسير الرازي ٢٢ : ١٨٨.
(٣) الضّبع : ما بين الإبط إلى نصف العضد من أعلاها ، وهما ضبعان.
(٤) تفسير الرازي ٢٢ : ١٨٨ ، والوثاق : ما يشدّ به ، كالحبل وغيره.
(٥) تفسير الرازي ٢٢ : ١٨٨.
(٦) تفسير الرازي ٢٢ : ١٨٨.