صِدْقٍ﴾ وإدخالا حسنا ممدوحا ﴿وَأَخْرِجْنِي﴾ من الصلاة ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ وإخراجا حسنا ممدوحا ﴿وَاجْعَلْ لِي﴾ في دعوتي إلى دينك وعبادتك ﴿مِنْ لَدُنْكَ﴾ وبرحمتك ﴿سُلْطاناً نَصِيراً﴾ وبيّنة قاهرة تغلبني بها على من خالفني.
وقيل : إنّه تعالى لمّا بشّره بالبعث للمقام المحمود ، أمره بأن يسأل حسن الحال عند دخوله في القبر وخروجه منه (١) .
وقيل : إنّه لمّا أخبره بتصميم المشركين بإخراجه من مكة بقوله : ﴿وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ﴾(٢) أمره بالهجرة ، وأن يسأله أن يجعل دخوله في المدينة وخروجه من مكة ، أو دخوله في مكة بعد الهجرة والعود إليها بعد فتحها ، وخروجه منها ورجوعه إلى المدينة ، دخولا وخروجا مرضيا ، ملقى بالكرامة ، وآمنا من كلّ مكروه (٣) .
القمي : قال : نزلت يوم فتح مكة ، لمّا أراد رسول الله صلىاللهعليهوآله دخولها أنزل الله : ﴿قُلْ﴾ يا محمّد ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ الآية (٤) .
أقول : الأقوى نزولها قبل الهجرة ، ولا يبعد النزول ثانيا حين دخوله مكة وفتحها.
وقيل : إن المراد ربّ ادخلني في القيام بمهمات أداء دينك وشريعتك ، وأخرجني (٥) منها إخراجا لا يبقى عليّ منها تبعة وبقيّة (٦) .
وقيل : يعني ربّ أدخلني في بحار دلائل توحيدك وتنزيهك وتقديسك (٧) ، ثمّ أخرجني من الاشتغال بالدليل إلى ضياء معرفتك. (٨)
أقول : لا يناسب هذا المعنى مقام خاتميته.
﴿وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً (٨١)﴾
ثمّ لمّا سأل الله النّصرة على الأديان الباطلة ، أمره سبحانه بالاعلان بدينه الحقّ واضمحلال الأديان الباطلة ، تبشيرا باستجابة دعائه بقوله : ﴿وَقُلْ﴾ يا محمّد ، للناس وكافّة أهل الأديان الباطلة ﴿جاءَ﴾ الدين ﴿الْحَقُ﴾ وملّة التوحيد وشريعة الاسلام من جانب الله ﴿وَزَهَقَ﴾ واضمحلّ الدين ﴿الْباطِلُ﴾
__________________
(١) تفسير الرازي ٢١ : ٣٣ ، تفسير أبي السعود ٥ : ١٩٠.
(٢) الإسراء : ١٧ / ٧٦.
(٣) تفسير الرازي ٢١ : ٣٢ و٣٣ تفسير أبي السعود ٥ : ١٩٠.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٢٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢١٢.
(٥) زاد في تفسير الرازي : منها بعد الفراغ.
(٦) تفسير الرازي ٢١ : ٣٣.
(٧) في تفسير الرازي : وقدسك.
(٨) تفسير الرازي ٢١ : ٣٣.