نقل معجزة لأمير المؤمنين عليهالسلام
في ( الخرائج ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه اختصم رجل وامرأة إليه ، فعلا صوت الرجل على المرأة ، فقال له عليّ عليهالسلام « اخسأ » - وكان خارجيّا - فإذا رأسه رأس الكلب ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس الكلب ، فما يمنعك عن معاوية ؟ فقال : « ويحك لو أشاء أن آتي بمعاوية إلى هنا بسريره لدعوت الله حتى فعل ، ولكنّا لله خزّانا (١) لا على ذهب ولا فضّة ، ولكن على أسرار (٢) ، هذا تأويل ما تقرء : ﴿عِبادٌ مُكْرَمُونَ﴾ الآية » (٣) .
﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ
مُشْفِقُونَ (٢٨)﴾
ثمّ نبّه سبحانه على سبب طاعتهم وغاية انقيادهم بقوله : ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ وما قدّموا من أعمالهم ﴿وَما خَلْفَهُمْ﴾ وما أخّروا ، كما عن ابن عباس (٤) .
وقيل : يعني يعلم أحوال آخرتهم ودنياهم أو بالعكس (٥) .
وقيل : يعني يعلم ما قبل خلقهم وما بعد خلقهم ، فيكون المراد أنّهم يتقلّبون تحت قدرته ومحاطون بعلمه (٦) ، وهذا العلم يدعوهم إلى غاية الخضوع والانقياد.
﴿وَلا يَشْفَعُونَ﴾ عنده تعالى ﴿إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى﴾ الله أن يشفعوا له من أهل التوحيد مهابة منه ﴿وَهُمْ﴾ مع ذلك ﴿مِنْ خَشْيَتِهِ﴾ والخوف منه ﴿مُشْفِقُونَ﴾ وجلون ، أو مرتعدون ، أو من عظمته ومهابته خائفون.
روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه رأى جبرئيل ليلة المعراج ساقطا كالحلس من خشية الله (٧) .
عن ابن عبّاس : ﴿إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى﴾ أي إلّا لمن قال لا إله إلّا الله (٨) .
وعن الرضا عليهالسلام : « الّا لمن ارتضى [ الله ] دينه » (٩) .
وعن الصادق عليهالسلام : « أصحاب الحدود فسّاق لا مؤمنون ولا كافرون ، ولا يخلّدون في النّار ،
__________________
(١) في النسخة : ولكن لله خزائن.
(٢) في المصدر : ولا إنكار على أسرار تدبير الله.
(٣) الخرائج والجرائح ١ : ١٧٢ / ٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٣٥.
(٤) تفسير الرازي ٢٢ : ١٦٠.
(٥ و٦) تفسير الرازي ٢٢ : ١٦٠.
(٧) تفسير الرازي ٢٢ : ١٦٠ ، تفسير روح البيان ٥ : ٤٦٩. والحلس : ما يبسط في البيت من حصير ونحوه.
(٨) تفسير الرازي ٢٢ : ١٦٠ ، تفسير روح البيان ٥ : ٤٦٨.
(٩) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٣٦ / ٣٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٣٦.