شهادته ؟ قال : « نعم ، ما يقال عندكم ؟ » .
قيل : يقولون توبته فيما بينه وبين الله ، ولا تقبل شهادته أبدا. فقال : « بئسما قالوا ، كان أبي يقول : إذا تاب ولم يعلم منه إلّا خيرا ، جازت شهادته » (١) .
﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ
أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ
مِنَ الْكاذِبِينَ * وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ
الْكاذِبِينَ * وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٦) و (٩)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد بيان حكم رمي المحصنات عموما ، بيّن حكم رمي الزوج زوجته تخصيصا للعموم أو نسخا بقوله : ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ﴾ ويقذفون بالزنى ﴿أَزْواجَهُمْ﴾ الدائمات ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ﴾ يشهدون بما رموهنّ ﴿إِلَّا أَنْفُسُهُمْ﴾ وفي استثناء أنفسهم من الشهداء ، مع كونهم مدّعين إيذان من أول الأمر بعدم إلقاء قولهم عند عدم الشهود بالمرّة ، بل ينتظمون في سلك الشهود في الجملة ﴿فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ﴾ وكلّ واحد منهم المشروعة لهم ﴿أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ في ما رماها به من الزنا ، ﴿وَ﴾ الشهادة ﴿الْخامِسَةُ﴾ هي ﴿أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ﴾ فيه ، قيل : تحبس المرأة حتّى تقرّ أو تلاعن (٢) بمقتضى قوله تعالى.
﴿وَيَدْرَؤُا﴾ عن الزوجة ويدفع ﴿عَنْهَا الْعَذابَ ،﴾ والرجم الذي استحقّته بشهادة الزوج إلا ﴿أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللهِ﴾ على زوجها ﴿إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ﴾ في ما رماها به ﴿وَ﴾ الشهادة ﴿الْخامِسَةَ﴾ للأربع المتقدّمة وهي ﴿أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْها إِنْ كانَ﴾ زوجها ﴿مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ فيه.
عن ابن عباس : لمّا نزل قوله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ﴾ الآية ، قال عاصم بن عدي الأنصاري : إن دخل رجل بيته فوجد رجلا على بطن امرأته ، فإن جاء بأربعة يشهدون بذلك فقد قضى الرجل حاجته وخرج ، وإن قتله قتل به ، وإن قال وجدت فلانا مع تلك المرأة ضرب ، وإن سكت سكت على غيظ ، اللهم افتح.
وكان له ابن عمّ ، يقال له عويمر ، وله امرأة يقال لها خولة بنت قيس ، فأتى عاصما ، وقال : لقد رأيت شريك بن سمحاء على بطن امرأتي خولة ، فاسترجع عاصم ، وأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، ما أسرع ما بتليت بهذا في أهل بيتي ! فقال صلىاللهعليهوآله : « وما ذاك » ؟ قال : أخبرني عويمر ابن عمّي بأنه
__________________
(١) الكافي ٧ : ٣٩٧ / ٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٤١٩.
(٢) تفسير أبي السعود ٦ : ١٥٩ ، تفسير روح البيان ٦ : ١٢١.