الذي هو (١) العلم ، وقوله : ﴿الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ﴾ يقول : إني اريد أن أقبضك فأجعل الذي عندك عند الوصيّ ، كما يجعل المصباح في زجاجة كأنّها كوكب درّي ، فاعلمهم فضل الوصي ﴿يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ﴾ فأصل الشجرة المباركة إبراهيم عليهالسلام ، وهو قول الله عزوجل : ﴿رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾(٢) وقوله : ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(٣) .
﴿لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ﴾ يقول : لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب ، ولا نصارى فتصلّوا قبل المشرق ، وأنتم على ملّة إبراهيم عليهالسلام ، وقد قال الله عزوجل : ﴿ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾(٤) .
وقوله عزوجل : ﴿يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ﴾ يقول : مثل أولادكم الذين يولدون منكم مثل الزيت [ الذي ] يعصر من الزيتون ، يكادون أن يتكلّموا بالنبوة ولم لم ينزل عليهم الملك (٥) .
أقول : لا يخفى اغتشاش متن الرواية.
﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ *
رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ
يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا
وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٣٦) و (٣٨)﴾
ثمّ إنه تعالى بعد بيان عظمته وظهور توحيده بالآيات التكوينية ، وظهور هدايته لأهل العالم ، وأن هداية المهتدين بتوفيقه ، ذكر حال المهتدين واستغراقهم في ذكره وتسبيحه بقوله : ﴿فِي بُيُوتٍ﴾ عظيمة الشأن التي ﴿أَذِنَ اللهُ﴾ وأعلن بالاجازة والرّخصة في ﴿أَنْ تُرْفَعَ﴾ تلك البيوت قدرا وتعظيما وتقديسا ﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ بالثناء والتمجيد ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ﴾ والصباح والمساء.
قيل : إن ﴿فِي بُيُوتٍ﴾ صفة ( مشكاة ) والمعنى : كمشكاة فيها مصباح في بيوت (٦) .
وقيل : متعلّق بيوقد ، والمعنى : يوقد من شجرة مباركة في بيوت (٧) ، أو بالفعل المقدر ، والمعنى : صلّوا في بيوت.
__________________
(١) في الكافي : النور الذي فيه.
(٢) هود : ١١ / ٧٣.
(٣) آل عمران : ٣ / ٣٣ و٣٤.
(٤) آل عمران : ٣ / ٦٧.
(٥) الكافي ٨ : ٣٨٠ / ٥٧٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٥.
(٦ و٧) تفسير الرازي ٢٤ : ٢.