عينيه ] كافر ، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا ، وتختم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال : يا مؤمن ويا كافر » (١) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سئل عن الدابة ، فقال : « أما والله لا يكون لها ذنب ، وإنّ لها للحية » (٢) .
﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذا
جاؤُ قالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ
الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (٨٣) و (٨٥)﴾
ثمّ ذكر سبحانه بعض أهوال يوم القيامة بقوله : ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ﴾ والتقدير اذكروا ، أو اذكر يا محمّد لقومك يوم نحشر ﴿مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ﴾ من امم الرسل ، أو كلّ قرن من القرون ﴿فَوْجاً﴾ وجمعا كثيرا ﴿مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا﴾ ودلائل توحيدنا ورسالة رسلنا ﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ ويحبسون كي يلحق بهم أسافلهم التابعون.
عن ابن عباس ، قال : أبو جهل ، والوليد بن المغيرة ، وشيبة بن ربيعة ، يساقون بين يدي أهل مكّة ، وهكذا تحشر قادة سائر الامم بين أيديهم إلى النار (٣) .
وقيل : إنّ المراد بالفوج الذين يرجعون إلى الدنيا بعد قيام القائم ﴿حَتَّى إِذا جاؤُ﴾ إلى موقف السؤال والحساب أو التوبيخ (٤)﴿قالَ﴾ الله أو الملك من قبله تعالى توبيخا لهم : ﴿أَ كَذَّبْتُمْ﴾ في الدنيا ، أو في زمان حياتكم ﴿بِآياتِي﴾ الدالة على توحيدي والناطقة بلقاء يومكم هذا ﴿وَ﴾ أنتم ﴿لَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً﴾ ولم تنظروا فيها نظرا يؤدّي إلى معرفة حقيقتها وصدقها. ويحتمل أن تكون الواو للعطف لا للحال ، والمعنى : جمعتم بين تكذيبها وعدم التفكّر والتدبّر فيها ﴿أَمَّا ذا كُنْتُمْ﴾ بعد ترك التفكّر فيها ، أو عدم الاعتناء بها ﴿تَعْمَلُونَ﴾ وبأيّ شيء بعد ذلك كنتم تشتغلون غير الكفر والتكذيب والعصيان ؟ فلا يمكنهم إلّا الإقرار بأنّهم ما فعلوا إلّا ذلك.
وعن الصادق عليهالسلام - في الحديث الذي مضى في تفسير دابّة الأرض - أنّه قال : « والدليل على أنّ هذا في الرجعة : [ قوله ] : ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً﴾ الآية » . وقال : « الآيات أمير المؤمنين والائمّة عليهمالسلام » (٥) .
أقول : والمعنى على هذا : أنّه يحشر مكذّبو الائمة في الرجعة ، ويحييهم ثانيا ، ويوبّخهم بلسان
__________________
(١و٢) مجمع البيان ٧ : ٣٦٥ ، تفسير الصافي ٤ : ٧٥.
(٣) تفسير أبي السعود ٦ : ٣٠٢ ، تفسير روح البيان ٦ : ٣٧٣.
(٤) تفسير روح البيان ٦ : ٣٧٣.
(٥) تفسير القمي ٢ : ١٣٠ ، تفسير الصافي ٤ : ٧٦.