« وفيكم مثله » أو قال : « لو فيكم مثله » وأراد نفسه (١) .
وقالت العامة : إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لقّب بذي القرنين لما كانت شجّتان في رأسه ، أحدهما عن عمرو بن عبدودّ لعنه الله ، والآخر من ابن ملجم لعنه الله (٢) .
وقالوا : إنّه ملك الدنيا (٣) .
قيل : إنّه لمّا مات أبوه جمع ملوك الروم بعد أن كانوا طوائف ، ثمّ جمع ملوك المغرب وقهرهم ، وأمعن حتى انتهى إلى البحر الأخضر ، ثمّ عاد إلى مصر ، فبنى الإسكندرية ، وسمّاها باسم نفسه ، ثمّ دخل الشام ، وقصد بني إسرائيل ، وورد بيت المقدس ، وذبح في مذبحه ، ثمّ انعطف إلى أرمينية ، وباب الأبواب (٤) ، ودانت له العراقيون والقبط والبربر ، ثمّ توجّه إلى دار ابن دارا وهزمه مرّات إلى أن قتله صاحب حرسه ، فاستولى الإسكندر على ممالك الفرس ، ثمّ قصد الهند والصين ، وغزا الامم البعيدة ، ورجع إلى خراسان ، وبنى المدن الكثيرة ، ورجع إلى العراق ، ومرض بشهرزور ومات بها (٥) . وقيل : إنّه كان نبيّا (٦) .
وعن الباقر عليهالسلام : « أنّ الله لم يبعث أنبياء ملوكا إلّا أربعة بعد نوح ؛ أوّلهم ذو القرنين ، واسمه عيّاش » إلى أن قال : « فأمّا عيّاش فإنّه ملك ما بين المشرق والمغرب » (٧) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام في رواية : « وعوّضه [ الله ] من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضّربتين أجوفين ، فجعل عزّ ملكه وآيه نبوّته في قرنه » (٨) .
وقيل : إنّه لم يكن نبيّا (٩) .
وعن الباقر عليهالسلام « أنّه لم يكن نبيّا ، ولكنّه كان عبدا صالحا أحبّ الله فأحبّه » (١٠) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : أنّه سئل عن ذي القرنين ، أ نبيّا كان ، أم ملكا ؟ فقال : « لا نبيّ ولا ملك ، بل عبد أحبّ الله فأحبّه » (١١) .
﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً * فَأَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذا بَلَغَ
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٤١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٩.
(٢) تفسير روح البيان ٥ : ٢٩٠.
(٣) جوامع الجامع : ٢٧٠.
(٤) باب الأبواب : مدينة على بحر طبرستان ، وهو بحر الخزر.
(٥) تفسير الرازي ٢١ : ١٦٣ ، تفسير أبي السعود ٥ : ٢٤٠.
(٦) تفسير الرازي ٢١ : ١٦٥.
(٧) تفسير العياشي ٣ : ١١٠ / ٢٦٩٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٩.
(٨) تفسير العياشي ٣ : ١١٢ / ٢٧٠٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٠.
(٩) تفسير أبي السعود ٥ : ٢٤٠ ، تفسير روح البيان ٥ : ٢٩٠.
(١٠) كمال الدين : ٣٩٣ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٩.
(١١) تفسير القمي ٢ : ٤١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٩.