أنّه الخضر (١) .
وعن كتاب ( الهواتف ) لبعض العامّة : أنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لقي الخضر وعلّمه الدعاء ، وذكر فيه ثوابا عظيما ، ومغفرة لمن قاله في أثر كلّ صلاة وهو : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا تغلّطه المسائل ، ويا من لا يتبرّم من إلحاح الملحّين ، أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك (٢) .
وروى بعض أكابر العامة أنّ الخضر يظهر مع أصحاب الكهف عند ظهور المهدي عليهالسلام ويستشهد ، ويكون من أفضل شهداء عسكر المهدي عليهالسلام (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام في الحديث السابق : « فرجع موسى عليهالسلام فقصّ أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق ، فقال له موسى عليهالسلام : السّلام عليك ، [ فقال : وعليك السّلام ] يا عالم بني إسرائيل. قال : ثمّ وثب فأخذ عصاه بيده » الخبر (٤) .
﴿قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً * قالَ إِنَّكَ لَنْ
تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً * قالَ سَتَجِدُنِي
إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً * قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ
شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٦٦) و (٧٠)﴾
﴿قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى﴾ شرط ، أو بانيا على ﴿أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ﴾ علما يكون هو ﴿رُشْداً﴾ لي في ديني ، ودلالة لي إلى خيري ، أو علّمت وارشدت به ﴿قالَ﴾ الخضر : يا موسى ﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً﴾ لأنّي وكّلت بأمر (٥) لا تطيقه ، ووكّلت بأمر (٦) لا اطيقه. كما عن الصادق عليهالسلام (٧) .
ثمّ بالغ في صرفه عن مصاحبته باستبعاد الصّبر على ما يرى بقوله : ﴿وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً﴾ وعلما ، ولم تقف على حقيقته ﴿قالَ﴾ موسى عليهالسلام : ﴿سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً﴾ معك غير معترض عليك ﴿وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً﴾ ولا اخالفك فيما تطلب منّي.
عن الصادق عليهالسلام « فلمّا استثنى المشيئة قبله » (٨) .
وفي حديث عن أحدهما عليهماالسلام : « فلمّا سأل العالم علم العالم أنّ موسى عليهالسلام لا يستطيع صحبته ولا
__________________
(١ و٢) تفسير روح البيان ٥ : ٢٦٨.
(٣) تفسير روح البيان ٥ : ٢٦٩.
(٤) تفسير العياشي ٣ : ١٠٢ / ٢٦٧١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥١.
(٥ و٦) في علل الشرائع : بعلم.
(٧) تفسير العياشي ٣ : ٩٨ / ٢٦٦٥ ، علل الشرائع : ٦٠ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٢.
(٨) علل الشرائع : ٦٠ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٢.