﴿قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢)﴾
ثمّ لمّا دعاهم النبي صلىاللهعليهوآله على حسب وظيفته المقرّرة ، وتمرّد القوم عن إجابة دعوته وإطاعته ، حكى سبحانه شكايته منهم إليه بقوله : ﴿قالَ﴾ الرسول صلىاللهعليهوآله ﴿رَبِّ احْكُمْ﴾ بيني وبين قومي ﴿بِالْحَقِ﴾ والعدل المقتضي لتعجيل نزول العذاب عليهم ، فحكم الله عليهم بالقتل يوم بدر.
ثمّ حكى سبحانه توجّهه إلى قومه ، وتوعيده إيّاهم بالعذاب بقوله : ﴿وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ﴾ والقادر الواسع الرحمة بالمؤمنين ﴿الْمُسْتَعانُ﴾ والمتوقّع منه النصر ﴿عَلى﴾ دفع ﴿ما تَصِفُونَ﴾ من الشرك وما تعارضون من الأباطيل.
وقيل : إنّ الكفّار كانوا يطمعون أن تكون لهم الشوكة والغلبة ، فكذّب الله ظنونهم ، وخيّب آمالهم ، ونصر رسوله صلىاللهعليهوآله [ والمؤمنين ] وخذلهم (١) .
روي أنّه صلىاللهعليهوآله كان يقوله في حروبه (٢) .
عن الصادق عليهالسلام : « من قرأ سورة الأنبياء حبّا لها ، كان ممّن رافق النبيّين أجمعين في جنّات النعيم ، وكان مهيبا في أعين النّاس حياة الدنيا » (٣) .
وعن أبيّ بن كعب ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من قرأ سورة الأنبياء سهّل الله الحساب له يوم القيامة (٤) ، وصافحه جميع الأنبياء الذين ذكر الله اسمهم في القرآن وسلّموا عليه » (٥) .
الحمد لله الذي وفّقني لإتمام تفسير سورة الأنبياء ، ونسأله التوفيق لتفسير بقيّة الكتاب الكريم
__________________
(١ و٢) تفسير الرازي ٢٢ : ٢٣٤.
(٣) ثواب الاعمال : ١٠٨ ، مجمع البيان ٧ : ٦١ ، تفسير الصافي ٣ : ٣٦٠.
(٤) في مجمع البيان وتفسير أبي السعود : حاسبه الله حسابا يسيرا.
(٥) مجمع البيان ٧ : ٦١ ، تفسير أبي السعود ٦ : ٩٠.