مشرك ، ومن عمل عملا ممّا أمر الله به مراءاة النّاس فهو مشرك ، ولا يقبل الله عمل مرّاء » (١) .
وعنه عليهالسلام أنّه سئل عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسّره ذلك ؟ قال : « لا بأس ، ما من أحد إلّا ويحبّ أن يظهر له في النّاس الخير ، إذا لم يصنع ذلك لذلك » (٢) .
وعن الرضا عليهالسلام : إنّه كان يتوضّأ للصّلاة ، فأراد رجل أن يصبّ الماء على يديه ، فأبى وقرأ هذه الآية ، وقال : « وها أنا ذا أتوضّأ للصّلاة وهي العبادة ، فأكره أن يشركني فيها أحد » (٣) .
أقول : هذه الرواية تدلّ على أنّ المراد بالإشراك في الآية مطلق الإشراك سواء أشرك الغير في نيّته أو في نفس عمله.
وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن هذه الآية فقال : « العمل الصالح المعرفة بالأئمّة ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ التسليم لعلي عليهالسلام ، لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ، ولا هو أهله » (٤) .
والقمي عنه عليهالسلام ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ،﴾ قال : « لا يتّخذ مع ولاية آل محمّد غيرهم ، وولايتهم العمل الصالح ، من أشرك بعبادة ربّه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها ، وجحد أمير المؤمنين عليهالسلام حقّه وولايته » (٥) .
وفي ( الفقيه ) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من قرأ هذه الآية عند منامه ﴿قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ إلى آخرها ، سطع له نور إلى (٦) المسجد الحرام ، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح » (٧) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما من عبد يقرأ ﴿قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ إلى آخر السورة ، إلّا كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام ، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نور إلى بيت المقدس » (٨) .
وفي ( الكافي ) عن الصادق عليهالسلام : « ما من عبد يقرأ آخر الكهف عند نومه إلّا تيقّظ في الساعة التي يريد » (٩) .
وعنه عليهالسلام : « من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة ، كانت كفّارة ما بين الجمعة إلى الجمعة».
قال : وروي في من قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك (١٠) .
وفي ( المجمع ) عنه عليهالسلام : « من قرأ سورة الكهف في كلّ ليلة جمعة لم يمت إلّا شهيدا ، وبعثه الله
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٤٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٩.
(٢) الكافي ٢ : ٢٢٥ / ١٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٩.
(٣) الكافي ٣ : ٦٩ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٦٩.
(٤) تفسير العياشي ٣ : ١٢٦ / ٢٧٢٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧٠.
(٥) تفسير القمي ٢ : ٤٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧٠.
(٦) في النسخة وتفسير الصافي : من.
(٧) من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٩٧ / ١٣٥٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧٠.
(٨) ثواب الاعمال : ١٠٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧٠.
(٩) الكافي ٢ : ٤٦٢ / ٢١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧٠.
(١٠) الكافي ٣ : ٤٢٩ / ٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٧٠.