لأنّه ليس ثمّ ربّ البيت (١) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : « الرجل [ يكون ] له وكيل يقوم في ماله ، فيأكل بغير إذنه » (٢) .
وعن أحدهما عليهماالسلام ، قال : « ليس عليك جناح فيما أطعمت أو أكلت ممّا ملكت مفاتحه ما لم تفسده » (٣) .
وعن ( المجمع ) عن أئمة الهدى عليهمالسلام أنهم قالوا : « لا بأس بالأكل لهؤلاء من بيوت من ذكره الله تعالى (٤) قدر حاجتهم من غير إسراف » (٥) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل : ما يعني بقوله : ﴿أَوْ صَدِيقِكُمْ ؟﴾ قال : « هو والله الرجل يدخل بيت صديقه فيأكل بغير إذنه » (٦) .
وعنه عليهالسلام : « هؤلاء الذين سمّى الله عزوجل في هذه الآية ، تأكل بغير إذنهم من التمر والمأدوم ، وكذلك طعم المرأة من منزل زوجها بغير إذنه ، فأما ما خلا ذلك من الطعام فلا » (٧) .
وعنه عليهالسلام قال : « للمرأة أن تأكل وأن تتصدّق ، وللصديق أن يأكل من منزل أخيه ويتصدّق»(٨) .
ثمّ لمّا ذكر أن الأنصار كانوا يتحرّجون من مؤاكلة الأصناف الثلاثة ويعزلون لهم طعامهم على ناحية ، وهم أيضا كانوا يتحرّجون من مؤاكلة الأصحّاء خوفا من تأذيّهم ، نفى الله الجناح في مؤاكلتهم بقوله : ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ﴾ أيّها الأصحّاء وذوي العاهات ﴿جُناحٌ﴾ في ﴿أَنْ تَأْكُلُوا﴾ الطعام ﴿جَمِيعاً﴾ ومجتمعين ﴿أَوْ أَشْتاتاً﴾ ومتفرّقين.
عن ابن عباس : أنّها نزلت في بني ليث بن عمرو ، وهم حيّ من كنانة ، كانوا يتحرّجون أن يأكلوا طعامهم منفردين ، وكان الرجل لا يأكل ، ويمكث يومه حتى يجد ضيفا يأكل معه ، فإن لم يجد من يؤاكله لم يأكل شيئا ، وربما قعد الرجل والطعام بين يديه لا يتناوله من الصباح إلى الرّواح ، وربما كان معه الإبل المملؤة الضّرع لبنا ، فلا يشرب من ألبانها حتى يجد من يشاربه ، فإذا أمسى ولم يجد أحدا أكل ، فرخّص الله في هذه الآية الأكل وحده (٩) .
وقيل : إنّ الأنصار كانوا إذا نزل بواحد منهم ضيف ، لم يأكل إلّا وضيفه معه ، فرخّص الله لهم أن
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٤ : ٣٥.
(٢) الكافي ٦ : ٢٧٧ / ٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٩.
(٣) الكافي ٦ : ٢٧٧ / ٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٩.
(٤) زاد في المصدر : بغير إذنهم.
(٥) مجمع البيان ٧ : ٢٤٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٩.
(٦) الكافي ٦ : ٢٧٧ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٩.
(٧) الكافي ٦ : ٢٧٧ / ٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٩.
(٨) الكافي ٦ : ٢٧٧ / ٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٩.
(٩) تفسير الرازي ٢٤ : ٣٧ ، تفسير أبي السعود ٦ : ١٩٦ ، تفسير روح البيان ٦ : ١٨١.