وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن هذا الكنز فقال : « أما إنّه ما كان ذهبا ولا فضّة ، وإنّما كان أربع كلمات : لا إله إلّا أنا ، من أيقن بالموت لم يضحك سنّه ، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه ، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلّا الله » (١) .
وعن الرضا عليهالسلام : « كان [ في الكنز الذي قال الله : ﴿وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما﴾ لوح من ذهب ] فيه : بسم الله الرحمن الرحيم [ محمّد رسول الله ، ] عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه ، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن إليها. وينبغي لمن عقل عن الله [ أن ] لا يتّهم الله في قضائه ولا يستبطئه في زرقه » (٢) .
﴿وَكانَ أَبُوهُما﴾ المسمّى بكاشح - على ما قيل (٣) - ﴿صالِحاً﴾ تقيّا أمينا ، يضع الناس ودائعهم عنده فيردّها إليهم سالمة - كما قيل (٤) - فحفظا بصلاح أبيهما في أنفسهما ومالهما.
عن ابن عبّاس قال : حفظا بصلاح أبيهما (٥) وما ذكر منهما صلاح. روت العامّة عن الصادق عليهالسلام : « كان بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء » (٦) .
والعياشي عنه عليهالسلام : « إنّ الله ليحفظ ولد المؤمن [ لأبيه ] إلى ألف سنة ، وإنّ الغلامين كان بينهما وبين أبيهما سبعمائة سنة » (٧) .
وعنه عليهالسلام : « إنّ الله ليصلح بصلاح الرّجل المؤمن ولده وولد ولده ، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله ، فلا يزالون في حفظ الله ؛ لكرامته على الله » ثمّ ذكر الغلامين وقال : « أ لم تر أنّ الله شكر صلاح أبويهما لهما » (٨) .
قال بعض العامّة : فما بالك بسيّد الأنبياء بالنسبة إلى قرابته الطّاهرة الطيّبة المطهّرة ؟ (٩) .
أقول : ويل لم غصب فدك ، الذي كان كنزا لهم ، ولم يرع رسول الله صلىاللهعليهوآله فيهم.
نقل بعضهم : أنّ هارون همّ بقتل بعض العلوية ، فلمّا دخل عليه العلوي أكرمه وخلّى سبيله ، فقيل له : بماذا دعوت حتى أنجاك الله منه ؟ قال : قلت : يا من حفظ الكنز على الصبيّين بصلاح أبيهما ، احفظني لصلاح آبائي (١٠) .
__________________
(١) تفسير العياشي ٣ : ١٠٨ / ٢٦٩٠ ، الكافي ٢ : ٤٨ / ٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٦.
(٢) تفسير العياشي ٣ : ١٠٨ / ٢٦٩١ ، الكافي ٢ : ٤٨ / ٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٧.
(٣) تفسير روح البيان ٥ : ٢٨٦.
(٤) تفسير روح البيان ٥ : ٢٨٧.
(٥) تفسير روح البيان ٥ : ٢٨٨.
(٦) تفسير الرازي ٢١ : ١٦٢ ، تفسير روح البيان ٥ : ٢٨٧.
(٧) تفسير العياشي ٣ : ١٠٩ / ٢٦٩٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٧.
(٨) تفسير العياشي ٣ : ١٠٦ / ٢٦٨٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٥٧.
(٩) تفسير روح البيان ٥ : ٢٨٨.
(١٠) تفسير روح البيان ٥ : ٢٨٩.