لا احبّ أن يراني عليها أحد ، فيأتي الآتي فيدخل ، فكيف أصنع ؟ قال : « ارجعي » فنزلت هذه الآية(١) .
وفي ( المجمع ) عن النبي صلىاللهعليهوآله : أن رجلا استأذن عليه فتنحنح ، فقال [ رسول صلىاللهعليهوآله ] لامرأة يقال لها روضة : « قومي إلى هذا فعلّميه ، وقولي له : قل السّلام عليك (٢) أ أدخل ؟ » فسمعها الرجل فقالها ، فقال : « ادخل » (٣) .
وروي الفخر الرازي أنّه استأذن رجل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أ ألج ؟ فقال صلىاللهعليهوآله لامرأة يقال لها روضة : « قومي إلى هذا فعلّميه ، فانّه لا يحسن أن يستأذن ، قولي له يقول : السّلام عليكم أ أدخل ؟ » فسمعها الرجل فقالها ، فقال : « أدخل » فدخل ، وسأل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن أشياء ، وكان يجيبه ، إلى أن قال : وكان أهل الجاهلية يقول الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته : حيّيتم صباحا ، وحييتم مساء ، ثمّ يدخل ، فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف واحد فصد الله تعالى عن ذلك ، وعلم الأحسن والأجمل (٤) .
وروى أبو هريرة عنه صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « الاستئذان ثلاث : بالاولى يستنصتون ، وبالثانية يستصلحون ، وبالثالثة يأذنون أو يردّون » (٥) .
وعن جندب ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع » (٦) .
وعن عطاء قال : سألت ابن عباس وقلت : أستأذن على اختي وأنا (٧) انفق عليها ؟ قال : نعم ، إن الله تعالى يقول : ﴿وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا﴾(٨) ولم يفرّق بين من كان أجنبيا أو ذا رحم (٩) .
وروي أن رجلا سأل النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : أستأذن على اختي ؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « نعم ، أتحبّ أن تراها عريانة ! » (١٠) .
وعن ( المجمع ) أن رجلا قال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : أستأذن على أمّي ؟ قال : « نعم » قال : إنّها ليس لها خادم غيري ، أفأستأذن عليها كلّما دخلت ؟ قال : « أتحبّ أن تراها عريانة ! » قال الرجل : لا. قال : « فاستأذن عليها » (١١) .
وعن الصادق عليهالسلام : « يستأذن الرجل إذا دخل على أبيه ، ولا يستأذن الأب على ابنه ، ويستأذن الرجل
__________________
(١) تفسير روح البيان ٦ : ١٣٧. (٢) في مجمع البيان وتفسير الصافي : عليكم.
(٣) مجمع البيان ٧ : ٢١٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٢٨.
(٤-٦) تفسير الرازي ٢٣ : ١٩٧.
(٧) في تفسير الرازي : ومن. (٨) النور : ٢٤ / ٥٨.
(٩) تفسير الرازي ٢٣ : ١٩٩ ، وزاد فيه : محرم.
(١٠) تفسير الرازي ٢٣ : ١٩٩.
(١١) مجمع البيان ٧ : ٢١٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٢٨.