أظهرهم الله على العرب كلّهم ، وفتح لهم بلاد الشرق والغرب (١) ، فدلّت الآية على صحة نبوّة النبي صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ فيها إخبارا بالغيب ، لوقوع ما أخبر في الخارج مطابقا للخبر (٢) .
عن الصادق عليهالسلام أنّه سئل عن هذه الآية ، فقال : « هم الائمة عليهمالسلام » (٣) .
وعن الباقر عليهالسلام : « ولقد قال الله عزوجل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمّد صلىاللهعليهوآله خاصة : ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾ إلى قوله : ﴿فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ يقول : أستخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم ، كما استخلفت (٤) وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبيّ الذي يليه ، يعبدونني بإيمان بأنّه لا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآله ، فمن قال غير ذلك فأولئك هم الفاسقون ، فقد مكّن ولاة الأمر بعد محمّد صلىاللهعليهوآله بالعلم ، ونحن هم ، فاسألونا فان صدقناكم فأقرّوا ، وما أنتم بفاعلين » (٥) .
والقمي : نزلت في القائم من آل محمّد عليهمالسلام (٦) .
وعن ( المجمع ) : المروي عن أهل البيت عليهمالسلام : « انها في المهدي من آل محمّد عليهمالسلام » (٧) .
وعن العياشي ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام : أنه قرأ الآية وقال : « هم والله شيعتنا أهل البيت ، يفعل [ الله ] ذلك بهم على يدي رجل منّا ، وهو مهدي هذه الامّة ، وهو الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا » (٨) .
وعن الصادق عليهالسلام في رواية ، قال الراوي : قلت : يابن رسول الله فانّ هذه النواصب تزعم أنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عليهالسلام ؟ فقال : « لا يهدي [ الله ] قلوب النواصب ، متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله صلىاللهعليهوآله متمكنّا بانتشار الأمن (٩) في الامّة ، وذهاب الخوف من قلوبها ، وارتفاع الشكّ من صدورها في عهد واحد من هؤلاء ؟ وفي عهد علي عليهالسلام مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيامهم ، والحروب التي كانت تنشب بين الكفّار وبينهم ؟ » (١٠) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام - في حديث ذكر [ فيه ] مثالب الثلاثة وإمهال الله إيّاهم - قال : « كلّ ذلك لتتمّ النّظرة التي أوجبها الله تعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ، ويحق القول على الكافرين
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٢ : ١٣٠ ، تفسير روح البيان ٦ : ١٧٤.
(٢) تفسير الرازي ٢٤ : ٢٤ المسألة السادسة.
(٣) الكافي ١ : ١٥٠ / ٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٣.
(٤) في الكافي وتفسير الصافي : استخلف.
(٥) الكافي ١ : ١٩٥ / ٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٣.
(٦) تفسير القمي ١ : ١٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٤.
(٧) مجمع البيان ٧ : ٢٣٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٤.
(٨) مجمع البيان ٧ : ٢٣٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٤ ، عن العياشي.
(٩) في النسخة : الأمر.
(١٠) كمال الدين : ٣٥٦ / ٥٠ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٤٤.