وصدّقهم فهو مني ومعي وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وكذّبهم فليس منّي ولا معي وأنا منه برئ » (١) .
وعن الحسين عليهالسلام ، أنّه سئل عن هذه الآية ، فقال : « إمام دعا إلى الهدى فأجابوه إليه ، وإمام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها ، هؤلاء في الجنّة ، وهؤلاء في النار ، وهو قوله : ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾(٢) .
وعن الصادق عليهالسلام : « سيدعى كلّ اناس بإمامهم ، أصحاب الشمس بالشمس ، وأصحاب القمر بالقمر ، وأصحاب النار بالنار ، وأصحاب الحجارة بالحجارة » (٣) .
وعنه عليهالسلام : « أنتم والله على دين الله » ثمّ تلا هذه الآية ، ثمّ قال : « عليّ إمامنا ، ورسول الله إمامنا ، وكم من إمام يجيئ يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه » (٤) .
وعن ( المجمع ) عنه عليهالسلام : « ألا تحمدون الله ، إذا كان يوم القيامة يدعى (٥) كلّ قوم إلى من يتولّونه ، وفزعنا (٦) إلى رسول الله ، وفزعتم إلينا ، فإلى أين ترون أن يذهب بكم ؟ إلى الجنّة وربّ الكعبة » قالها ثلاثا (٧) .
وقيل : إنّ المراد بالإمام الكتاب ، فيدعى : يا أهل التوراة ، ويا أهل الانجيل ، ويا أهل القرآن(٨).
وقيل : إنّ المراد بالامام هو الدّين ، فيقال يا يهود ، يا نصارى ، يا أهل الاسلام (٩) .
وقيل : إنّ الامام جمع امّ ، كخفاف جمع خفّ ، فيقال : يابن فلانة ، إجلالا لبعض الناس كعيسى والحسنين ، وسترا على أولاد الزنا (١٠) .
عن ابن عباس وعائشة : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « إن الله يدعو الناس يوم القيامة بامهاتهم سترا منه على عباده » (١١) .
وعلى أي تقدير ﴿فَمَنْ أُوتِيَ﴾ واعطي ﴿كِتابَهُ﴾ وصحيفة أعماله من السّعداء والصّلحاء ﴿بِيَمِينِهِ﴾ تشريفا وتبشيرا له ﴿فَأُولئِكَ﴾ السعداء ﴿يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ﴾ مسرورين بما فيه من الحسنات ﴿وَلا يُظْلَمُونَ﴾ ولا ينقصون من أجور أعمالهم المكتوبة فيه ﴿فَتِيلاً﴾ وقدرا قليلا.
__________________
(١) تفسير العياشي ٣ : ٦٥ / ٢٥٦٤ ، الكافي ١ : ١٦٨ / ١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦.
(٢) أمالي الصدوق : ٢١٧ / ٢٣٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦ ، والآية من سورة الشورى : ٤٢ / ٧.
(٣) تفسير العياشي ٣ : ٦٤ / ٢٥٦١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٦.
(٤) تفسير العياشي ٣ : ٦٤ / ٢٥٦٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٧.
(٥) في المصدر : فدعا.
(٦) في المصدر : ودعانا.
(٧) مجمع البيان ٦ : ٦٦٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٠٧.
(٨) تفسير الرازي ٢١ : ١٧ ، تفسير روح البيان ٥ : ١٨٧.
(٩) تفسير روح البيان ٥ : ١٨٧.
(١٠) تفسير أبي السعود ٥ : ١٨٧ ، تفسير روح البيان ٥ : ١٨٧.
(١١) تفسير روح البيان ٥ : ١٨٧.