إحسان ربّهم من إساءة الشيطان ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع لأنه باق ، ولا يتّقون العقاب الذي هو أشدّ المضارّ لأنه أبديّ ولأن جهالة الأنعام لا تضرّ بأحد ، وجهالتهم تؤدّي إلى هيجان الفتن وصدّ النّاس عن الحق وسوقهم إلى الضّلالة. القميّ قال : نزلت في قريش وذلك أنّه ضاق عليهم المعاش فخرجوا من مكّة وتفرقوا في البراري والقفار والبلاد ، وكان الرجل إذا رأى شجرة حسنة أو حجرا حسنا أعجبه فعبده ، وكانوا ينحرون الإبل ويذبحون الأغنام ويلطّخونها بالدّم كما فعلوا بصخرة كانوا يسمّونها (سعد صخرة) فجاء رجل من العرب ورأى ثعلبا يبول على (سعد صخرة) الذي يعبدونه فأنشأ يقول :
وربّ يبول الثعلبان برأسه |
|
لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب |
* * *
(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (٤٥) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (٤٦) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (٤٧) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (٤٨) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (٥٢))