ويروون عنهم فيهجون النبيّ وأصحابه بالشعر فذمّهم الله وأنزل فيهم الآية ، فالشعراء كذلك (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) أي أنهم في كل مذهب يذهبون غير مبالين بما نطقوا به من غلوّ في مدح من لا يستحق المدح وذمّ من لا يستحق الذّم (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) إذ يعظون الناس ولا يتّعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون ويأمرون بالمعروف ولا يعملون قيل هم الذين غصبوا حق آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ولعنة الله على غاصبي حقوقهم وقد أعفى سبحانه من هذا الذّم للشعراء واستثنى (الَّذِينَ آمَنُوا) صدّقوا بدعوة النبيّ (ص) (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) من الأعمال ، وتعدّى عليهم الكافرون بذمّهم ف (انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا) فقالوا الشعر انتصارا لأنفسهم ، وسيعلم الظالمون كيف ينتقم الله تعالى منهم حينما (يَنْقَلِبُونَ) يعودون إليه يوم الحشر والحساب.
* * *