أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥))
٢٠ ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ...) أي من آدم وأصله تراب. أو المراد أنكم مخلوقون من النّطفة وهي من الأغذية وهي من الأرض (ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ إِذا) فجائيّة. وحاصل المعنى والله أعلم ثم إنه بعد الخلقة من التربة بغتة من غير أن تشعروا كنتم بشرا متفرّقين في الأرض ومتوطّنين فيها ، كقوله : (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً ..) فهلّا دلّكم هذا الأمر العجيب على أنه لا يقدر على ذلك غيره تعالى وهو المستحقّ للعبادة لا غيره؟ والشريفة عطف على ما تقدم ممّا دلّ العباد ونبهّهم على شواهد التوحيد ودلائل القدرة كإخراج الحيّ من الميّت وعكسه ، وإحياء الأرض بعد الإماتة. وهذه الخلقة محيّرة للعقول لأن التراب أبعد العناصر عن درجة الحياة من حيث طبعه وطبيعته ، فإن