ليت الناس لم يخلقوا والآخر يقول : ليتهم إذ خلقوا فكّروا فيما له خلقوا. وعن الرّضا عليهالسلام ، قال لمولى له : هل أنفقت اليوم شيئا؟ فقال : لا والله. فقال عليهالسلام : فمن أين يخلف الله علينا؟ فإذا حصل الضمان والوعد والخلف منه تعالى فإمساكك عن البذل والإقراض إمّا سوء ظنّ بالله ، أو من قلة العقل ، مع أن المال في يد العبد على سبيل العارية. (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لأنه الرازق في الحقيقة وغيره واسطة ، ولأن الغير غالبا إذا أعطى شيئا فإمّا لجلب نفع أو لدفع ضرر بخلافه تعالى فإنّهما محال عليه لأنه الغنيّ بالذات ولا يتطرّق عليه الضرر والإضرار فيعطي بلا عوض ولا ترقّب شيء إلّا شكر نعمائه ، لا لاحتياجه تعالى إليه بل لمزيد النعمة على العباد.
* * *
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (٤١) فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (٤٢) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (٤٣) وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها وَما أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (٤٤) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ