أَحَداً (٢٣) و (٢٦)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد إظهار لطفه بنبيّه صلىاللهعليهوآله بنهيه عن المجادله والسؤال ، نهاه عن الاعتماد على نفسه في الامور المستلزمة لأمره بالاعتماد على مشيئته تعالى بقوله : ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ﴾ من الأشياء وأمر من الامور ﴿إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ﴾ الشيء ﴿غَداً﴾ اعتمادا على استقلالك في فعله في حال من الأحوال ﴿إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ﴾ ذلك الشّيء والأمر. وعن الصادق عليهالسلام قال : « ما لم ينقطع الكلام » . (١)
وقد مرّت رواية العامة والخاصة في أنّه احتبس الوحي عنه صلىاللهعليهوآله لعدم تعليقه الوعد بالجواب على مشيئة الله (٢) .
وفي رواية عن الباقر عليهالسلام : « أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أتاه ناس من اليهود فسألوه عن أشياء فقال لهم: تعالوا غدا احدّثكم ، ولم يستثن ، فاحتبس جبرئيل أربعين يوما ، ثمّ أتاه فقال : ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ﴾ الآية » (٣) .
ثمّ أمره الله بذكره بقوله : ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ﴾ بقول : إن شاء الله ﴿إِذا نَسِيتَ﴾ وتركت ذكره. وفي رواية عن الصادق عليهالسلام قال : « ذلك في اليمين ، إذ قلت والله لأفعل كذا ، فإذا ذكرت أنّك لم تستثن فقل : إن شاء الله » (٤) .
وعنه عليهالسلام قال : « قال أمير المؤمنين عليهالسلام : الاستثناء في اليمين متى ما ذكر ، وإن كان بعد أربعين صباحا ، ثمّ تلا هذه الآية » (٥) .
وعنه عليهالسلام : « للعبد أن يستثن ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي » (٦) .
وعن الباقر عليهالسلام - في رواية - قال : « وقد قال الله لنبيّه صلىاللهعليهوآله في الكتاب : ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً* إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ﴾ أن لا أفعله ، فان سبقت (٧) مشيئة الله في أن لا افعله فلا أقدر على أن أفعله ، فلذلك قال عزوجل : ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ﴾ أي استثن مشيئة الله في فعلك » (٨) .
وعنه عليهالسلام : « إنّ آدم لمّا أسكنه الله الجنّه فقال له : يا آدم. لا تقرب هذه الشجرة. فقال : نعم ، ولم يستثن ، فأمر الله نبيّه صلىاللهعليهوآله فقال : ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ﴾ إلى قوله : ﴿إِذا نَسِيتَ﴾ ولو بعد سنة» (٩).
__________________
(١) جوامع الجامع : ٢٦٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٣٨.
(٢) مرّت الرواية في تفسير الآية (٩) من هذه السورة.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٢٩ / ١٠٨١ ، وتفسير الصافي ٣ : ٢٣٨ ، عن الصادق عليهالسلام.
(٤) الكافي ٧ : ٤٤٨ / ٣ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٣٨.
(٥) تفسير العياشي ٣ : ٩٢ / ٢٦٤٦ ، الكافي ٧ : ٤٤٨ / ٦ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٣٨.
(٦) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٢٩ / ١٠٨١ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٣٨.
(٧) في الكافي : أفعله ، فتسبق.
(٨) الكافي ٧ : ٤٤٨ / ٢ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٣٩.
(٩) تفسير العياشي ٣ : ٩٠ / ٢٦٣٩ ، تفسير الصافي ٣ : ٢٣٩.