وقيل : يعني إن علمتم لهم صلاحا في الدين (١) .
وعن ابن عباس : إن علمتم لهم مالا ، وهو مرويّ عن الصادق عليهالسلام (٢) .
وفي رواية اخرى عنه عليهالسلام : « إن علمتم دينا ومالا » (٣) .
وفي الثالثة : « الخير أن يشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله ، ويكون بيده عمل يكتسب به ، و(٤) يكون له حرفة » (٥) .
وعنه عليهالسلام أنّه سئل عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم أنّه ليس له قليل ولا كثير ؟ قال : « يكاتبه وإن كان يسأل الناس ، ولا يمنعه المكاتبة من أجل أنّه ليس له مال ، فإنّ الله عزوجل يرزق العباد بعضهم من بعض ، والمؤمن معان » (٦) .
أقول : حاصل مجموع الروايات أنّه يعتبر في استحباب المكاتبة إيمان العبد ، وتمكّنه من أداء مال الكتابة ، ولو بإعانة الغير.
ثمّ حثّ سبحانه الموالي إلى إكثار الإحسان إلى المكاتبين بقوله : ﴿وَآتُوهُمْ﴾ أيها الموالي ، وأدفعوا إليهم شيئا ﴿مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ ولو كان بعضا ممّا جعلتم عليهم من مال الكتابة.
عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « كفى بالمرء شحّا أن يقول : آخذ حقّي ولا أترك منه شيئا » (٧) .
عن أبي عبد الرحمن أنه كاتب غلاما له ، فترك له ربع مكاتبته ، وقال : إنّ عليا عليهالسلام كان يأمرنا بذلك ويقول : « هو قول الله تعالى : ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ﴾ فان لم تفعل فالسّبع » (٨) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : « تضع [ عنه ] من نجومه التي لم تكن تريد أن تنقصه [ منها ] ، ولا تزيد فوق ما في نفسك » . فقيل : كم ؟ فقال : « وضع أبو جعفر عليهالسلام [ عن مملوكه ] الفا من ستّة آلاف » (٩) .
وعنه عليهالسلام : « لا تقول اكاتبه بخمسة آلاف وأترك له ألفا ، ولكن [ انظر ] إلى الذي أضمرت عليه فأعطه » (١٠) .
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٨ ، تفسير البيضاوي ٢ : ١٢٣.
(٢) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٨ ، التهذيب ٨ : ٢٦٨ / ٩٧٥ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٣.
(٣) الكافي ٦ : ١٨٧ / ١٠ ، التهذيب ٨ : ٢٧٠ / ٩٨٤ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٣.
(٤) في من لا يحضره الفقيه وتفسير الصافي : أو.
(٥) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٧٨ / ٢٧٨ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٣.
(٦) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٧٦ / ٢٦٨ ، وفيه : فالمحسن معان ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٣.
(٧) تفسير روح البيان ٦ : ١٤٩.
(٨) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٨.
(٩) الكافي ٦ : ١٨٩ / ١٧ ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٤.
(١٠) الكافي ٦ : ١٨٧ / ٧ ، عن أحدهما عليهماالسلام ، تفسير الصافي ٣ : ٤٣٤.