وعن ابن عباس : أنّ الخطاب لغير السادات (١) ، والمراد وآتوهم سهمهم الذي جعل الله لهم من الصدقات في قوله : ﴿وَفِي الرِّقابِ﴾(٢) .
وقيل : هذا أمر من الله للسادة وللناس أن يعينوا المكاتب على كتابته بما يمكنهم (٣) .
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله : « من آعان مكاتبا على فكّ رقبته أظلّه الله تعالى في ظلّ عرشه » (٤) .
وروي أن رجلا قال للنبيّ صلىاللهعليهوآله : علمني عملا يدخلني الجنّة. قال : « لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعظمت المسألة ، أعتق النّسمة وفكّ الرقبة » فقال : أليسا واحدا ؟ فقال : « لا ، عتق النّسمة أن تنفرد بعتقها ، وفكّ الرقبة أن تعين في ثمنها » (٥) .
روي أن صبيحا مولى خويطب بن عبد العزّى سأل مولاه أن يكاتبه فأبى عليه فنزلت الآية (٦) .
ثمّ أنّه تعالى بعد أمر الموالي بتزويج العبيد والإماء ومكاتبتهم ، نهى عن الاساءة إليهم بإكراههم على الفجور بقوله : ﴿وَلا تُكْرِهُوا﴾ أيها الموالي ﴿فَتَياتِكُمْ﴾ وإماءكم ﴿عَلَى الْبِغاءِ﴾ والفجور والتكسّب بفروجهن ﴿إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً﴾ وتعفّفا.
قيل : إن الشرطية لبيان تحقّق موضوع الاكراه ، لأنّ الإكراه لا يتحقّق إلّا مع إرادة الأمة التعفّف(٧) .
وقيل : إن القيد مبنيّ على الغلبة ، كما في قوله : ﴿وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ﴾(٨) .
وقيل : إنّ كلمة ( إن ) بمعنى إذا التوقيتية (٩) .
﴿لِتَبْتَغُوا﴾ وتطلبوا باكراههنّ على الفجور ﴿عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ وحطامها الفانية الدنيّة. روي أنه كان لعبد الله بن ابي ستّ جوار : معاذة ، ومسيكة ، واميمة ، وعمرة ، وأروى ، وقتيلة ، يكرههنّ على البغاء ، وضرب عليهن الضرائب ، فشكت ثنتان منهنّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فنزلت (١٠) .
وقيل : إن عبد الله بن ابي اسر رجلا ، فراود الأسير جارية عبد الله ، وكانت الجارية مسلمة ، فامتنعت منه لاسلامها ، فأكرهها ابن ابي على ذلك رجاء أن تحمل الجارية من الأسير ، فيطلب فداء ولده فنزلت (١١) .
وعن ابن عباس : أن عبد الله بن ابي جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعه جارية من أجمل النساء تسمّى معاذة ، فقال : يا رسول الله هذه الأيتام (١٢) ، أ فلا نأمرها بالزنا فيصيبون من منافعها ؟ فقال صلىاللهعليهوآله : « لا » فأعاد
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٨ ، وفيه : السادة. (٢) البقرة : ٢ / ١٧٧.
(٣و٤) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٨.
(٥) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٨. (٦) تفسير الرازي ٢٣ : ٢١٧.
(٧) مجمع البيان ٧ : ٢٢١. (٨) النساء : ٤ / ٢٣.
(٩) تفسير الكشاف ٣ : ٢٤٠. (١٠) تفسير الرازي ٢٣ : ٢٢٠.
(١١) تفسير الرازي ٢٣ : ٢٢٠. (١٢) في تفسير الرازي : لأيتام فلان.