الدنيا ﴿مَعَ﴾ محمّد ﴿الرَّسُولِ﴾ الصادق ﴿سَبِيلاً﴾ وطريق مودة وتبعية ، وكنت معه على الاسلام ، أو سبيلا إلى النجاة من العذاب.
وعن الباقر عليهالسلام : « يعني عليا وليا » (١) .
﴿يا وَيْلَتى﴾ ويا هلكتا احضري فهذا أوانك ﴿لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً﴾ الضالّ المضلّ ﴿خَلِيلاً﴾ لنفسي وصديقا ، فانّه والله ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي﴾ وصرفني ﴿عَنِ﴾ قبول ﴿الذِّكْرِ﴾ وموعظة الرسول ، أو عن الإقرار بالقرآن والايمان به بعد إذ جاءني من جانب الله بتوسّط محمّد ، وتمكّنت من العمل به.
عن ابن عباس : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ﴾ ندامة ، يعني عقبة يقول : يا ليتني لم اتّخذ امية خليلا ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ﴾ وهو القرآن والإيمان به ﴿بَعْدَ إِذْ جاءَنِي﴾ مع محمّد صلىاللهعليهوآله (٢)﴿وَكانَ الشَّيْطانُ﴾ المغوي لي ولخليلي ، والمضلّ عن اتّباع الرسول والايمان بالقرآن ﴿لِلْإِنْسانِ﴾ المطيع له ﴿خَذُولاً﴾ وتاركا لنصرته مع أنّه يعده نصره ويمنّيه نفعه.
قيل : إنّ الذيل (٣) من كلام الله تعالى (٤) .
عن أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبة الوسيلة. قال : « في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع ، وطال لها الاستماع ، ولئن تقمّصها دوني الأشقيان ، ونازعا (٥) في ما ليس لهما بحقّ ، وركباها ضلالة ، واعتقداها جهالة ، فلبئس ما عليه وردا ، ولبئس ما لأنفسهما مهدا ، يتلاعنان في دورهما ، ويبرأ كل منهما من صاحبه ، يقول لقرينة إذا التقيا : ﴿يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ﴾(٦) فيجيبه الأشقى على رثوثة (٧) يا ﴿لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً﴾ فأنا الذّكر الذي عنه ضلّ ، والسبيل الذي عنه مال ، والإيمان الذي به كفر ، والقرآن الذي إيّاه هجر ، والدين الذي به كذب ، والصراط الذي عنه نكب » (٨) .
وعنه عليهالسلام في احتجاجه على بعض الزنادقة ، قال : « إنّ الله ورّى أسماء من اغتّر وفتن خلقه وضلّ وأضلّ ، وكنّى عن أسمائهم في قوله : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ﴾ الآيتان » (٩) .
قال الفخر الرازي : قالت الرافضة ، هذا الظالم هو رجل بعينه ، وإنّ المسلمين غيّروا اسمه وكتموه ، وجعلوا فلانا بدلا من اسمه ، وذكروا فاضلين من أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله ، ثمّ أطال الكلام في إثبات
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ١١٣ ، تفسير الصافي ٤ : ١١.
(٢) تفسير الرازي ٢٤ : ٧٥.
(٣) أي ذيل الآية ، قوله تعالى : وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً.
(٤) تفسير الرازي ٢٤ : ٧٥.
(٥) في الكافي وتفسير الصافي : نازعاني.
(٦) الزخرف : ٤٣ / ٣٨.
(٧) في النسخة : وثوبه ، ورثّت هيئة الرجل رثوثة : قبحت وهانت.
(٨) الكافي ٨ : ٢٧ / ٤ ، تفسير الصافي ٤ : ١١.
(٩) الاحتجاج : ٢٤٥ ، تفسير الصافي ٤ : ١١.