طائفة بلسانهم ، وتقول من قبل الله : ﴿أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا﴾ الناطقة بمجيء الساعة ويوم الجزاء ﴿لا يُوقِنُونَ﴾ بل فيها يشكّون.
وفي الخبر : بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون ، إذ تضطرب الأرض تحتهم وتتحرّك تحرّك القنديل ، فينشقّ جبل الصفا ممّا يلي المسعى ، فتخرج الدابّة منه كما خرجت ناقة صالح من الصخرة ، ولا يتمّ خروجها إلّا بعد ثلاثة أيام ، فقوم يقفون نظّارا ، وقوم يفزعون إلى الصلاة ، فتقول للمصلّي : طوّل ما طوّلت ، فو الله لأحطّمنّك ، فتخرج ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتضرب المؤمن في مسجده بالعصا فيظهر أثره كالنّقطة ، فينبسط نوره على وجهه ، ويكتب على جبهته : هو مؤمن ، وتختم الكافر في أنفه بالخاتم ، فتظهر نكتة فتقشو حتى يسودّ لها وجهه ، ويكتب بين عينيه : هو كافر ، ثمّ تقول لهم : أنت يا فلان من أهل الجنّة ، وأنت يا فلان من أهل النار (١) ، ولم يبق في الدنيا إلّا من ابيضّ وجهه.
وفي الحديث : أنّ خروج الدابة وطلوع الشمس من المغرب متقاربان (٢) .
قيل : إنّه أوّل أشراط الساعة (٣) . وقيل : إنّه آخرها (٤) .
ونسب بعض علماء العامة إلى محدّثيهم أنّ بني الأصفر - وهم الأفرنج - إذا خرجوا وظهروا إلى الأعماق في ستّ سنين يظهر المهدي عليهالسلام في السنة السابعة ، ثم يظهر الدجّال ، ثمّ ينزل عيسى عليهالسلام ، ثمّ تخرج دابة الأرض ، ثمّ تطلع الشمس من المغرب ، وقالوا : إذا خرجت الدابة حبست الحفظة ، ورفعت الأقلام ، وشهدت الأجساد على الأعمال (٥) .
أقول : كل ذلك بروايات العامة ، وأما الروايات الخاصة ، فعن القميّ ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو نائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه ، فحرّكه برجله ، ثمّ قال له : قم يا دابة الأرض (٦) ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، يسمّي بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟ ! فقال : لا والله ، ما هو إلّا له خاصة ، وهو الذي ذكره (٧) الله في كتابه ، فقال عزوجل : ﴿وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا﴾ الآية ، ثمّ قال : يا علي ، إذا كان في (٨) آخر الزمان ، أخرجك الله في أحسن صورة ، ومعك ميسم تسم به أعداءك » .
فقال رجل لأبي عبد الله عليهالسلام : إن العامّة (٩) يقولون : إنّ هذه الدابة تكلمهم ؟ فقال أبو عبد الله عليهالسلام :
__________________
(١-٣) تفسير روح البيان ٦ : ٣٧٢.
(٤و٥) تفسير روح البيان ٦ : ٣٧٢.
(٦) في المصدر : دابة الله.
(٧) في المصدر : وهو الدابة التي ذكر ، وفي تفسير الصافي : وهو الدابة الذي ذكره.
(٨) في ليست في المصدر وتفسير الصافي.
(٩) ليس في المصدر : الناس.