الثلاثيّ كما مرّ ، لأنّها لم تؤثّر هنا منع الصرف ، وإنّما أثّرت تحتّمه ، وقيل هو ذو وجهين كهند.
«فلا يتحتّم» أي لا يجب «منع صرفه» نحو «هند» من الثلاثيّ الساكن الوسط لعدم الشروط المذكور ، بل يجوز المنع وعدمه ، فالمنع نظرا لوجود العلّتين ، والصرف نظرا إلى خفّة الوسط بالسكون ، وإنّها قد قاومت أحد السببين «خلافا للزجاج» في إيجابه المنع ، وعلّله بأن السكون لا يغيّر حكما أوجبه اجتماع علّتين يمنعان الصرف.
والجمهور على أنّ المنع أجود تحاشيا عن إلغاء العلّتين. قال ابن جني : وهو القياس ، والأكثر في كلامهم ، وقال شيخه الفارسيّ : الصرف أجود ، قال الخضراويّ : لا أعلم أحدا قال هذا القول قبله ، وهو غلط ، انتهى.
قلت : ولا قال به أحد بعده ، وقد اجتمع الوجهان في قوله [من المنسرح] :
٦٦٦ ـ لم تتلفّع بفضل مئزرها |
|
دعد ولم تغذ دعد في العلب (١) |
تنبيهات : الأوّل : الجمهور على تحتّم منع الثلاثيّ المنقول من المذكّر إلى المؤنّث كزيد اسم امرأة ، لأنّه بنقله إلى المؤنّث ، حصل له ثقل ما دلّ خفّة اللفظ ، وهو مذهب سيبويه. وقال عيسى والجرميّ والمبرّد : إنّه كهند ، ولعلّه اختيار المصنّف ، حيث لم يذكره.
الثاني : صرف أسماء القبائل والأرضين والكلم ومنعها مبنيّان على المعنى ، فإن كان اسم أب كمعد وتميم أو اسم حيّ كقريش وثقيف أو اسم مكان كبدر ثبير (٢) أو اسم لفظ ، نحو كتب زيد ، فأجاده صرف إلا إن كان فيه مانع آخر ، فيمنع كتغلب مرادا به الحيّ أو القبيلة للعلميّة والوزن ، فإن كان اسم أمّ كباهلة وسدوس وسلول ، أو اسم قبيلة كمجوس ويهود ، أو بقعة كفارس وعمان بتخفيف ميمها ، أو اسم كلمة نحو : كتب زيد فأجادها ، منع الصرف. والأسماء والأفعال والحروف تذكّر باعتبار اللفظ فتصرف ، وتؤنّث باعتبار الكلمة ، فإن انضمّ إليه سبب يوجب المنع منع ، وكذا حروف تذكّر وتؤنّث ، وزعم الفرّاء أنّ تذكيرها لا يكون إلا في الشعر ، قاله في الإرتشاف.
وأمّا أسماء السور فأقسام :
أحدها : ما فيه أل ، وحكمه الصرف كالأنعام والأعراف والأنفال.
__________________
(١) هو لجرير. اللغة : تتلفع. تتقنع ، العلب : وعاء من جلد يشرب فيه الأعراب.
(٢) ثبير : جبل بمكة.