الشهوة وعدم قدرته على الوطء فلا بأس بتجرّد النساء عنده. والطفل هو الولد من يوم يولد إلى يوم بلوغه والحنيفيّة على أن الّخصيّ والمجبوب والعنّين في حكم الرجال الأجانب لأنّهم يميلون إلى مباشرتهن ومقاربتهن إلّا أنهم غير قادرين عليها ولكنهم يتمتعون بباقي التمتّعات منهنّ وعليه الإماميّة فلا يحل لهنّ التجرد عندهم ولا بدّ من التحفظ عنهم (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَ) على الأرض حين المشي روي أنه قبل نزول الآية كانت عادة النّساء أن يضربن بأرجلهنّ حين مشيهنّ على الأرض لتسمع قعقعة الخلخال فيها فنهاهنّ عن ذلك. لأن المرأة التي تضرب برجلها حين المشي ليظهر خلخالها تلفت نظر الرجل الذي يغلب عليه شهوة النساء إذا سمع صوت الخلخال ويصير ذلك داعيا له زائدا على الدّاعي الطّبيعي في مشاهدتهنّ. وقد علّل سبحانه بأن قال : (لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) فنبّه به على أن الذي لأجله نهى عنه أن تعلم زينتهنّ من الحليّ وغيره. فاذا كان الصوت الدّالّ على الزينة منهيّا عنه ، فإظهار الزينة ومواضعها أولى بالمنع ، وإذا كانت المرأة ممنوعة أن ترفع صوت خلخالها لوقوعها في الفتنة ، فرفع صوتها بالكلام للأجانب أولى بالنهي إذ كان صوتها أقرب إلى الفتنة ، وإذا كان المناط والملاك في النهي في تلك الموارد هو وقوع الفتنة فالنظر إلى وجهها بالشهوة أقرب إلى الفتنة فالنهي عنه أولى وأشد (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ) عن التقصير والخطر الذي لا يكاد أحدكم يخلو منه ، أو مما فعلتم في الجاهلية سيّما في الكفّ عن الشهوات (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تفوزون بسعادة الدارين.
* * *
(وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٣٢) وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ