أن النعنع إذا استعملته الوالدات جديدا منقوعا أو وضع كمادا على الثديين فإنه يمنع الإفراز الجديد للبن ، ويبطل استعداد البنية لإفراز اللبن ويعارض العوارض المنسوبة لذلك الزعم الذي تكرر ذكره آلافا من المرات بعد ديسقوريدس غير مستند على مشاهدة متقنة نهايته أن الأب الأكبر لعلم النباتات الدوائية أعني يسقوريدس قال : إن أوراق النعنع إذا ألقيت في اللبن منعت تجمده وتحببه فبناء على ذلك يقينا أمر للنساء اللاتي يراد إذهاب لبنهن بالنعنع ، وإنما المحقق الثابت عندنا بالتجربة هو أن تجمد اللبن يتقهر إذا وضع فيه بعض أوراق من النعنع ، ونحن في ذلك وافقنا لاويس الذي ذكر ذلك في مفرداته الطبية ولسنا مخالفين للينوس ، وكثير من المؤلفين حين جزموا بأن البقر التي تأكل النعنع في مرعاها يكون لبنا أكثر مصلية. اه.
والطبيب بربيير بعد أن ذكر أنه يوصي بالنعنع للمرضعات إذا أريد إيقاف إفراز لبنهن ذكر بيانا تعليما بذلك بصورة الترديد فقال هل هذا النبات بواسطة تنبهه التبخير الجلدي الكثير جدا وتكثيره جملة إفرازات في الجسم حول المواد التي كانت تتجه نحو الثديين إلى جهات أخر يقل إفراز اللبن ؛ ولذلك يوضع هذا النبات على الثديين إذا حصل فيهما احتقان كما توضع أكياس مملوءة منه مجروشا على القسم المعدي لتقوية المعدة ، وحصل نجاح عظيم من التمريخ بصيغة النعنع على السلسلة الفقارية للأشخاص الرقاق البنية الذين وظائفهم الباطنية ضعيفة الممارسة ، وللأطفال الضعاف ، وكثيرا ما يضاف لهذه السوائل مواد مرة أو مقوية ككبريتات الكنين ونحوه فتلك المروخات توقظ فعل النخاع الفقري ، وتعطي لهذا المركز العظيم قوة تنتشر في جميع المجموع الحيواني فتستشعر بتأثيره ، وقد توضع تلك المستحضرات الصبغية النعنعية على القسم المعدي لأجل التقوية فتوقظ حيوية الضفائر العصبية المتكونة من العصب العظيم الاشتراكي ، وينتج من ذلك تنبه فجائي ينتقل لجميع الأحشاء ، ويتولد منه إحساس عميق بقوة شديدة فيها ، ومدح استعمال النعنع للسعال التشنجي ، وفي الربوي ، أي ضيق النفس والمنافع التي قد تنال في تلك الآفات تنشأ من التنوعات التي تفعلها قواعد النعنع في تأثير الأعصاب على الرئتين والحجاب الحاجز وعقلات الصدر ، ويستعمل النعنع بمنفعة إذا أريد صيرورة نفث النخامة أطلق وأسهل ، وكان المضعف والمبطئ لها ضعف الجهاز الرئوي ، ويستعمل النعنع الفلفلي استعمالا شهيرا للتعطير ، وتصنع منه أقراص مع السكر ليحصل منها في الفم ترطيب وعطرية في النفس وتثبيت للثة وغير ذلك ، ويعمل من النبات كله أو من مسحوقه أكياس محللة توضع على الأورام الباردة الغير المؤلمة ونحو ذلك ، ويحضر منه ماء مقطر كثير الاستعمال في الجرعات المقوية والقلبية والمضادة للتشنج ونحو ذلك ، وكذا يدخل شرابه ودهنه في الجرعات المذكورة ، ومسحوقه يستعمل ضمادا محللا ولكنه في تلك الحالة ينفط ما يلامسه كأغلب النباتات الشفوية ، واستعمل علاجا للجرب